المازوت.. 200 ليتر لكل عائلة فقط.. والنظام مازال يطمئن بتوافر المادة

"المازوت قادم.. فلا داعي للخوف" بهذه الكلمات استهل مدير فرع دمشق للمحروقات تصريحه لإحدى الصحف الموالية للنظام، ولعل هذه الجملة كغيرها من عبارات الطمأنة بالنسبة للسوريين التي تترك مفعولاً عكسياً لديهم.

فالمواطن السوري اعتاد استشعار المصيبة عن بعد من خلال تلك التصريحات، فطمأنة مسؤول له تعني كارثة جديدة على الأبواب، وعبارة أنّ مادة ما متوفرة فهي بالنسبة للسوريين طابور جديد عليهم الوقوف ضمنه قريباً.

ولعل ما زاد من قلق المواطنين هو أن مدير فرع المحروقات حدد ثلاثة مراكز فقط يمكن لسكان دمشق التسجيل خلالها لتعبئة المازوت بالنسبة للعاصمة التي تعاني اليوم من كثافة سكانية كبيرة بسبب ازدياد عدد اللاجئين إليها من محافظات أخرى، فضلاً عن أن تلك المراكز تقع في أماكن تشهد بعض التوترات الأمنية، والوصول إليها أيضاً يمكن أن يعرض المواطن لخطر، وهي في نهر عيشة ودمر وحاميش.

كما اعتبر مدير المحروقات في تصريحه أنَّ مادة المازوت كانت متوفرة طول السنوات الماضية وضمن الأحداث الجارية على الأرض السورية، ضارباً عرض الحائط معاناة السوريين خلال السنوات الثلاث الماضية في تأمينها، وتعرضهم لأبشع أنواع الاستغلال من قبل تجار السوق السوداء الذين باعوا المادة للمضطرين بأسعار مضاعفة عن سعرها الرسمي.

أما بالنسبة لمخصصات الأسرة السورية فهي 200 ليتر فقط، وهنا اعترف مسؤول النظام بأنها غير كافية، واعداً بأن هذه الكمية ستزاد بعد فترة، إلا أنّ مواطنين من دمشق أكدوا بأن هذا الوعود تتكرر كل عام لتذهب أدراج الرياح دون أي تطبيق على أرض الوقع.

ولفتت المصادر إلى أنّ أولوية تعبئة المازوت كانت خلال الأعوام الماضية لشبيحة النظام وعناصره في ميليشيا الدفاع الوطني، حيث حصلوا على مستحقاتهم وسرقوا مستحقات المواطنين بالتنسيق مع النظام، ثم قاموا ببيعها في السوق السوداء، في حين أنّ المواطن الذي عاني الأمرّين عند الوقوف في طوابير التسجيل لم يستلم أياً من مخصصاته، وبالتالي أمضى شتاءه في اللهاث وراء ليترات لا يحصل عليها إلا بشق الأنفس، وبأسعار مرتفعة جداً.

وفي هذا الإطار أكد خبير اقتصادي معارض أن هناك شحاً واضحاً في كميات المازوت بالعاصمة، ويتجلى ذلك من خلال طوابير السرافيس (الميكروباصات)، التي تقف ساعات طويلة أمام الكازيات، حيث رفعوا تسعيرتهم مؤخراً متذرعين بشح مادة المازوت وإضطرارهم لشرائها من السوق السوداء.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة حول الكميات المتوافرة من المادة لدى النظام، إلا أنه يحوّل الجزء الأكبر منها لآلياته العسكرية فمخصصات الجيش والشبيحة لها الأولية دائماً منذ بداية الحرب السورية.

يذكر أن سعر ليتر المازوت قد شهد عدة ارتفاعات خلال السنوات الماضية، حيث كان آخرها ارتفاعه من 35 إلى 60 ل.س، وهو مايتزامن اليوم مع شائعات تنسب لمصادر حكومية تتحدث عن زيادة مرتقبة بأسعار المازوت بعد رفع سعر ليتر البنزين ليصل إلى 120 ل.س.

ترك تعليق

التعليق