حسين العماش لـ"اقتصاد": مؤشر لارتفاع سعر الصرف ربما إلى 300 ليرة للدولار

ما أسباب ارتفاع سعر الدولار في الفترة الأخيرة؟، وهل ستكون موجة ارتفاع السعر هذه مؤقتة، سرعان ما تنحسر، كما حصل في بعض الموجات السابقة؟، أم أن الدولار لن يعود أدراجه هذه المرة؟

لا يعتقد الخبير الاقتصادي السوري، حسين العماش، أن موجة ارتفاع سعر الدولار الأخيرة مؤقتة، بل هو يظن أنها مؤشر لارتفاع مرتقب قد يصل بالدولار إلى 300 ليرة.

وفي تبيان أسباب ما يحدث في سوق الصرف السورية اليوم، أوضح العماش لـ"اقتصاد" أن ذلك نتيجة طبيعية للاستنزاف الفعلي لرصيد الاحتياطي لدى المصرف المركزي وعدم قدرته على الاستمرار بالدفاع عن سعر (جيد بنظره) لليرة السورية.

وإذا استمر المركزي فإنه سيستنزف ما تبقى لديه من عملات أجنبية، وهو ما يتعارض مع رغبة النخبة الضيقة الحاكمة لنظام بشار الأسد.

وهذا مؤشر لانهيار نهائي لارتفاع سعر الصرف ربما إلى 300 ليرة للدولار وأكثر في الأيام القادمة مع انهيار النشاط الاقتصادي في عموم سوريا.

ويستطرد العماش موضحاً أن تزعزع السلطة الفعلية للنظام خارج "منطقته الخضراء" في الفترة الأخيرة يزرع الشك لدى المواطنين وفي مقدمتهم المؤيدون له بعدم قدرة هذه السلطة على البقاء. وهذا يفرض على الناس خطوة التخلص من الليرة وبناء محافظهم الشخصية والمالية من الدولار والعملات الأخرى. ما يعني استمرار ارتفاع سعر الصرف. فالاقتصاد والعملة لايستقران إلا بالثقة السياسية والأمنية، وهذه مفقودة. ولهذا فإن سعر السوق السوداء هو استشعار الخطر على العملة ويسبق الرسمي بعشرات الليرات.

ويضيف العماش بأن هنالك شائعات منطقية تفيد بأن الدعم المالي القادم من إيران والعراق قد انخفض، إن لم يكن قد توقف فعلاً، لأسباب سياسية منها تغير رئيس وزراء العراق وقناعة إيران الباطنية أنها تنفخ في قربة مفخوتة لنظام ساقط لا محالة، وكذلك بسبب زيادة الرقابة الدولية على التجارة والتحويلات إلى النظام.

ويخلص العماش، حسب توصيفه، إلى أن المصرف المركزي السوري يستحق الرثاء لأنه لم يكن فاعلاً أيام "الاستقرار"، فكيف له أن يكون مؤثراً في حالة الثورة وتهاوي سلطة الدولة بشكل شبه كامل. وما يقوم به تجاه حركة سعر الصرف هو من قبيل التظاهر الإعلامي في الوقت الضائع.

ووصل سعر الدولار صباح اليوم إلى 200 ليرة في أسواق العاصمة دمشق، بعد زيادة مطردة خلال الأيام القليلة الفائتة. ويتوقع مراقبون أن يواصل الدولار ارتفاعه في الأيام القليلة القادمة.

ترك تعليق

التعليق