مجزرة بـ "لقاح فاسد": والصحة في "المؤقتة" تُلمّح إلى ضلوع النظام

تعتزم وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، عقد مؤتمر صحفي عاجل، يوضح فيه الوزير، "عدنان حزوري"، ملابسات حملة اللقاح ضد الحصبة في ريف إدلب الشرقي.

وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن ارتفاع عدد ضحايا اللقاحات "الفاسدة" في قرى ريف إدلب الشرقي، إلى 8 أطفال، خلال اليوم الثلاثاء. فيما أشارت أنباء أحدث، زمنياً، إلى أن عدد وفيات الأطفال ارتفع إلى 14 حالة، وأن تداعيات اللقاحات "الفاسدة" انتشرت على مساحة واسعة شملت بلدات بالريف الإدلبي، منها جرجناز، تلمنس، سنجار، صراع، سراقب.

وحسب بيان نشرته الوزارة، فإن المؤتمر الصحفي سيُعقد في الساعة 15:00، بتوقيت غازي عينتاب، في مقر الوزارة، جنوب تركيا.
يأتي ذلك بعد قرار للوزارة بوقف الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد مرض الحصبة التي بدأت أمس الاثنين في جميع المناطق المحررة، وذلك إثر حدوث حالات وفاة وإصابات بين الأطفال في بعض مراكز اللقاح في مدن بريف إدلب.

وفي بيان سابق، نوّهت الوزارة إلى أن حملة التلقيح الأولى ضد مرض الحصبة، والتي بدأت قبل شهر من الآن، تمت بأسلوب سليم، دون أي مشاكل، وشملت نحو 60000 طفل في جميع المناطق المحررة، مُضيفةً أن مصدر اللقاحات الجديدة هو ذات مصدر اللقاحات السابقة، وهي آمنة ومعتمدة دولياً.

وفي السياق نفسه، أكدت وكالة "سراج برس" السورية المُعارضة، وفاة 8 أطفال، بريف معرة النعمان الشرقي، اليوم الثلاثاء، جراء اللقاحات الفاسدة ضد مرض الحصبة. وأضافت الوكالة بأن المشافي الميدانية مكتظة بعشرات الأطفال الذين تم تلقيحهم عبر فريق طبي تابع لوزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة.

وأثارت حالات الوفاة جراء اللقاحات "الفاسدة" استياء عارماً في أوساط نشطاء معارضين، حمّلوا، في معظمهم، وزارة الصحة في "المؤقتة"، المسؤولية، وطالبوا بمحاسبة مسؤولييها، خاصة منهم المرتبطين بصورة مباشرة بعملية التلقيح ضد الحصبة. في حين، أرجع مسؤولون في الوزارة ما حدث إلى اختراق أمني يتحمل نظام الأسد مسؤوليته.

وأفاد مراسل "سراج برس" أن حالات التسمم واستشهاد الأطفال بدأت من بلدة "سنجار" وقراها مثل "صراع"، و"أم مويلات"، وشهدت بلدات "جرجناز، معر شورين، تل منس" بريف "معرة النعمان" الشرقي حالات وفيات أخرى، بعد تلقيح الأطفال بلقاح فاسد من قبل فريق عمل وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، التابعة للائتلاف السوري المعارض، وبأن مشافي "جرجناز"، و"معرشورين" وغيرها استقبلت اليوم نحو 100 مصاب من الأطفال الذين تم تلقيحهم بلقاح فاسد لمرض الحصبة، ومن بين الأطفال الشهداء ثلاثة من بلدة "جرجناز" من عائلة الدغيم.

وأشار المراسل أن مع بداية اليوم الثاني من حملة لقاح الأطفال التي تمت عبر فرق مديرية الصحة التابعة للوزارة المذكورة في إدلب والتي تنقلت بالسيارات والدراجات الآلية، ظهرت حالات الوفاة، وأن أكثر من 100 إصابة تسمم نقلت جميعها إلى المشافي الميدانية، وبأن الأهالي أوقفوا اللقاح في ريف معرة النعمان الغربي وجبل الزاوية الذي لم يشهد حالات تسمم.

وطالب أهالي الأطفال الشهداء بمحاسبة وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، على إدخالها كميات لقاح فاسدة، دون التأكد من صلاحيتها، بينما أكد مصدر في الحكومة المؤقتة أن اللقاح الذي تم إعطاؤه للأطفال وصل إلى المنطقة عبر سيارة أرسلها النظام إلى تلك المنطقة عبر طرق "خناصر".

وقال أحد الأطباء إن هناك مادة مضافة للقاح سببت حساسية مفرطة أدت إلى موت الأطفال.

مصادر أخرى أكدت أن هناك سوء تخرين للقاح أدى الى إفساده، وأن سوء التخزين يؤثر فقط على فعالية الدواء.

وفي بيان صادر عن مديرية صحة إدلب الحرة بعد الكارثة أعلنت أن جميع الاحتمالات المتوقعة تشير إلى حدوث خرق جنائي من قبل أيادٍ مجهولة حتى الآن، وبأنها أحالت الموضوع إلى القضاء للتحقيق في الكارثة ولا تزال القضية قيد البحث.

وأكدت المديرية أن كافة اللقاحات مستلمة بشكل كامل عبر منظمة الصحة العالمية، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن كافة الاحتمالات المتعلقة لها صلة باختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجّح صلتهم بالنظام الذي يسعى لاستهداف القطّاع الصحي لسوريا الحرة وخلق البلبلة.

وطمئنت المديرية كافة الأهالي الذين قاموا بتلقيح أطفالهم أن اللقاح سليم تماماً ولا يوجد أي خطر على أطفالهم الذين أخذوا اللقاح، معلنة إيقاف التلقيح في كافة مراكز محافظة إدلب فور ورود البيانات المتعلقة حتى استكمال التحقيق وبيان المتسبب.

ترك تعليق

التعليق