تقرير يرصد أساليب "الدولة الإسلامية" في إدارة شؤون مناطق سيطرته

يبدي "أحمد" وهو من قرى دير الزور خلال حديثه لـ"زمان الوصل" إعجابه بما تقوم به "الدولة الإسلامية" من تنظيم لشؤون النّاس في المناطق التي تسيطر عليها من خلال تشكيل هيئات ولجان ومديريات في المجالات المختلفة.

ويتحدث "أحمد" عن التنظيم الذي أوجد العسس لمراقبة أحوال الناس في الأماكن العامة والأسواق، وبنى المخافر التي تحل الإشكاليات وفق ضبوط نظامية، تُحال لدار القضاء الذي شكلها من أجل فض لمنازعات بين الأهالي.

*غياب جرائم القتل والسرقة
ويُعلّق ناشط إعلامي من دير الزور على ما تقوم به "الدولة الإسلامية" هناك قائلاً: "من اللافت أن جرائم السرقة والقتل، أصبحت الآن غير موجودة، بالإضافة لاضمحلال الخلافات العشائرية إلى حد بعيد، نتيجة العسس وعملاء الدولة المتواجدين بكثرة بين الناس".

وأشار الناشط إلى أن التنظيم يقوم بتسير دوريات تسمى بـ"الحسبة" تجول على الأسواق وتراقب الأسعار، وتنهى الناس عن الأفعال المذمومة بنظر عناصرها، كلبس الجينز للرجال، واللباس الشرعي للنساء، الذي فرض على الجميع بلا استثناء.

*فرض اللباس الشرعي
وفيما يتعلق باللباس الشرعي للنساء، فتقول "ميرفت" من مدينة "الباب"، لم أكن ألبس العباءة الفضفاضة، عند الوصول لمدينتي شرقي حلب، حيث أوقفني عنصر من عناصر "الحسبة"، وطلب مني الذهاب إلى المسجد الكبير في المدينة كي أحصل على اللباس الشرعي، حيث حصلت عليه بمبلغ 3 آلاف ليرة سورية.

وتُشير "ميرفت" إلى أنّ العناصر عندما يجدون رجلاً برفقة زوجته، ويظهر شيئاً من جسدها، يطلبون منه أن يُلبسها اللباس الشرعي، في المرة الأولى كإنذار، وإن تكرر المشهد فليجؤون إلى تعزيره، بالسجن أو بحفظ سور من القرآن الكريم.

وعلى ما يبدو فإن القرى التي يسيطر عليها التنظيم حتّى الآن تتبع للإدارة الذاتية من قبل الأهالي المبايعين له، حيث لا توجد فيها مخافر، أو عناصر للحسبة يتجولون بين السكان بسبب قلة الكوادر على الأرجح كما يقول ناشط مقرّب من التنظيم في دير الزور.

*بدل علاج للمرضى
ويتحدث شاب من مدينة "منبج" شرقي حلب، عن أنّ التنظيم منح مرضى السرطان والأمراض السارية منح مالية من أجل شراء الأدوية، كما أوفد عدداً منهم إلى مشفى الموصل الذي يُعتبر -حسب زعمه- من أهم المشافي في الشرق الأوسط لمعالجة أمراض السرطان.

ويقول مصدر محلي في مدينة الرقة إنّ التنظيم قام بترتيب المشافي في مدينته إدارياً وتنظيماً، وجلب لها الأطباء من مختلف الدول من أجل علاج المرضى فيها، كما أن القيّمين على المشافي من عناصر "الدولة الإسلامية" يحرصون على نظافتها وتعقيم معداتها الطبية.

ويروي المصدر لـ"زمان الوصل" قصة ذهابه إلى مشفى الرقة، حيث قام بمعالجته طبيب "أمريكي" الجنسية، وشاهد بعينه أطباء بريطانيين وباكستانين، مشيراً إلى أنّ التنظيم شجع مجيء الأطباء إلى مناطقه من خلال صرف رواتب مغرية لهمم تتجاوز في بعض الأحيان ألفي دولار، كما شجع المهاجرين منهم من خلال منحهم منازل للإقامة فيها في الرقة.

*تحسين واقع الكهرباء والماء
يتحدث ناشط في مدينة "دير الزور" عن تحسن واقع الكهرباء في المدينة، حيث كان الأهالي ينامون لعدة أيام دون أن يروا الكهرباء، لكن بعد سيطرة التنظيم عاد التيار الكهربائي على أقل تقدير 10 ساعات يوميا.

ويكشف الناشط إن "الدولة الإسلامية" قامت بجر المياه إلى قرى كانت محرومة منها لسنوات منها قرى في الريف الشرقي من المدينة من بينها "القورية" كما أصلحت قنوات جر المياه التي عُطلت منذ بدء الثّورة في البلاد -وفق الناشط-.

وفيما يتعلق بخصوم "الدولة"، ومشروعها، يرفض ناشط إعلامي مقرّب من التنظيم الحديث عن إعدامات على الهوية، فكل مقاتل حارب الدولة يُعزر ويستتاب من قبل لجنة مشكّلة لهذه الغاية مؤلفة من شرعيين، ومن لا يقبل التوبة يقتل قانوناً وقصاصاً، وفقاً للناسط.

*معظم فصائل الدير لم تبايع التنظيم بيعة عامة
ويؤكد الناشط أنّ فصائل الدير ليس كلها مبايع للدولة بيعة عامة، بل إن عددا كبيرا منها بايع التنظيم بيعة خاصة وهي بيعة حرب، بعد أن أبرم اتفاقاً معها على التذخير من أجل طرد النظام من المدينة.

ويعتبر مناصرون لـ"الدولة" أن الرعب من التنظيم في قلوب الناس، دفع البعض لتأليف القصص الغريبة عنه، إلا أنّ أعداء "الدولة الإسلامية" يقرون بحسن تنظيمه وإدارته في مناطق سيطرته، في ظل تشتت أعدائه من الثّوار، الذين لم يستطيعوا تطبيق أية استراتيجية لمواجهة تمدد نفوذ التنظيم الذي يحشد العالم للقضاء عليه هذه الأيام.

ترك تعليق

التعليق