هولندا أفضل من السويد بالنسبة للاجئ السوري، والطريق من اليونان أكثر كلفة لكنه أضمن من إيطاليا

اقتربت اللحظة التي سيجتمع فيها باسل مع زوجته وأولاده أخيراً. في الأغلب، سيكون ذلك في 15 من الشهر القادم، في هولندا. فقد نجحت مساعي باسل للهجرة بعائلته إلى إحدى الدول الأوروبية. تلك المساعي دامت أكثر من عام.

وبالفعل صدرت الموافقة على لمّ الشمل بين باسل وبين زوجته وأولاده، في هولندا. أخبرنا باسل أنه اختار هولندا تحديداً لأن إجراءاتها سريعة، وبالفعل حصل باسل على موافقة لمّ الشمل في وقت قياسي دام بضعة أسابيع فقط.

كانت "اقتصاد" قد رصدت في تقارير سابقة المراحل الأولى من رحلة عائلة باسل من دمشق إلى القامشلي، ومنها، تهريباً، إلى تركيا، ومن ثم اليونان.

باسل الذي أدار عملية الهجرة هذه من مقر إقامته بدبي، أخبرنا بأن تعامل الهولنديين مع عائلته كان أحسن مما كان يتخيل.

وكانت عائلة باسل قد عانت مضايقات أمنية بحكم نشاطه الإعلامي المناوئ للنظام. حيث كانوا يقطنون في إحدى ضواحي العاصمة دمشق، فيما كان هو يحاول الحصول على إقامة نظامية في دبي، لكن السلطات هناك رفضت منحه الإقامة أكثر من مرة، فحسم أمره في موضوع الهجرة.

كانت رحلة زوجة باسل قاسية نوعاً ما، فبحكم كونها فلسطينية الجنسية، لم تستطع الحصول على فيزا نظامية للسفر إلى تركيا، واضطرت للانتقال، تهريباً، إلى القامشلي، ومن ثم الدخول بصورة غير شرعية إلى تركيا، وبعد فترة انتقلت من هناك إلى اليونان.

أخبر باسل "اقتصاد" تفاصيل عن المرحلة الأخيرة من رحلة عائلته، من اليونان إلى هولندا.

سافرت عائلة باسل بالطائرة من أثينا، عاصمة اليونان، إلى بلجيكا، وذلك باستخدام جواز سفر شبيه، حصلوا عليه عن طريق مهرّب. ومن ثم نقلهم أحد الأقارب بتكسي استأجرها من بلجيكا إلى هولندا.

أخبرنا باسل بأنه حتى لو تم اكتشاف حقيقة أن جواز السفر الشبيه، في مطار أثينا، فإن السلطات اليونانية لا تعتقل المعنيين، وتكتفي بمصادرة الجواز، وتطلق سراح أصحابه.

وأضاف بأن زوجته بصمت بالفعل في اليونان، لكن لا مشكلة في ذلك، فبصمة اليونان لا يتم الأخذ بها حالياً، وبحكم أزمتها المالية، فهي غير قادرة على تقديم اللجوء لأحد، ووضعها يختلف عن إيطاليا، في هذا الخصوص. وبالفعل حصلت زوجة باسل على إقامة نظامية في اليونان، لستة شهور، وتمكنت، رغم ذلك، من الانتقال جواً إلى بلجيكا.

ونوّه باسل إلى أن المشكلة في أن الطريق الوحيد من اليونان إلى أوروبا هو طريق جوي، وأن المهاجر بحاجة لجواز سفر أو هوية أو إقامة أوروبية للسفر من اليونان إلى أي دولة أوروبية، فاليونان لا تملك حدوداً برية مع الاتحاد الأوروبي، أما إيطاليا فحدودها البرية مفتوحة مع جميع الدول الأوروبية.

واستطرد باسل بأن التهريب من اليونان، يكون في جزء كبير منه، إلى إيطاليا، ومنها إلى باقي دول أوروبا. مشيراً إلى أنه متى وصلت لإيطاليا لن تحتاج إلى تكلفة مالية سوى تكلفة السفر براً، بحدود 1000 يورو للفرد. أما في اليونان، فستحتاج للتعاون مع مهرّب ينقلك إلى أوروبا، بتكلفة تتراوح بين 4 إلى 6 آلاف يورو للفرد الواحد.

وعقّب باسل بأن معظم المهاجرين السوريين يفضلون السويد لأنهم يتعرضون للإغراء بفارق الـ 200 أو 300 يورو الإضافية التي يمكن أن يحصّلوها في السويد، دون أن ينتبهوا لفرق القوة الشرائية الحقيقية بين السويد وهولندا، إضافة إلى حساب طول مدة الإجراءات الخاصة بالإقامة ولمّ الشمل. موضحاً بأن هولندا أفضل من السويد، بالنسبة للاجئ السوري، في النواحي سابقة الذكر.

وروى لنا باسل بأن عائلته استُضيفت في مخيم مركزي خاص باللاجئين، حال وصولهم هولندا. أقاموا فيه حتى حصلوا على الإقامة، التي تتطلب ما بين 3 – 4 أسابيع، وبعدها يتم نقلهم إلى "كامب" آخر أصغر، إلى أن يتم فرزهم على البلديات، ويحصلون على بيت خاص بهم.

وتشكل الدول الاسكندنافية، خاصة السويد، إحدى الوجهات المُفضلة لدى اللاجئين السوريين الحالمين بالوصول إلى أوروبا الغربية. فيما تعدّ ألمانيا الوجهة الثانية الأكثر تفضيلاً. لكن متابعين مطلعين على التفاصيل المُقارنة بين الدول الأوروبية، يفضلون دولاً أخرى، مثل باسل، الذي يعتقد بأن هولندا هي الدولة الأفضل بالنسبة للاجئ السوري.

ترك تعليق

التعليق