انخفاض قيمة الليرة السورية ترفع أسعار المواد الغذائية 40%

لم تسلم حتى أسعار الخس في دمشق من ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية، فوصل سعر الخسة الواحدة 300 ل.س ليحقق هذا النوع من الخضار في أسواق دمشق أسعاراً قياسية بالنسبة لثمنه الذي لم يكن يتجاوز 75 في أفضل حالاته.

ولعل الخس ليس المتأثر الوحيد في انخفاض قيمة الليرة السورية وتذبذبها، إنما شمل أيضاً مختلف أنواع المواد الغذائية، حيث ارتفع سعر البامية إلى 500 ل.س في حين أن كيلو الفاصولياء وصل إلى 450 ل.س، وبات ثمن كيلو البطاطا يتراوح بين 150 إلى 200 ل.س، ولعل أسعار كل من الخيار والبندورة ليست بأفضل فارتفعت أيضاً لتتجاوز 200 ل.س.

ومن جانبها، قفزت أسعار البيض أيضاً بشكل مفاجئ حيث تراوح مؤخراً سعر صحن البيض بين 750 إلى 800 ل.س بحسب المنطقة الذي يباع فيها، وهو ما تبعه غلاء في أسعار الألبان والأجبان بنسبة تراوحت بين 30 إلى 40%.

كما ارتفعت أسعار الفروج في أسواق دمشق فوصل سعره إلى 500 ل.س، في حين تباع كيلو السودا بـ 750 ل.س، أما جوانح الدجاج فبلغ ثمنها حوالي 500 ل.س.

ولعل هذه القفزات الكبيرة في أسعار المواد الغذائية انعكست جموداً في الأسواق، وذلك حسب ما أوضح خبير اقتصادي فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر الدولار خلال الأسبوعين الماضيين ليصل في السوق السوداء إلى حاجز 200 ل.س أثّر بشكل مباشر على أسعار السلع التي ارتفعت بدورها بنسبة 40%.

وأوضح الخبير هنا أنَّ أسعار المواد الغذائية حافظت على ارتفاعها بالرغم من انخفاض سعر الدولار مقابل الليرة خلال الأيام الماضية، إلا أنَّ تحكم التجار بالتعاون مع مافيات تابعة لنظام في السوق جعلت من الأسعار ترتفع بشكل "مقصود ومدروس" في أسلوب واضح لسرقة المواطن السوري في لقمة عيشه.

ولفت الخبير بأن ما جرى في أسواق المواد الغذائية، إنما هو استمرار للعبة النظام التي رفع خلالها سعر الدولار محاولاً دعم خزينته بمصادر تمويل جديدة بعد أن خسر معظم مصادر تمويله، فالنظام "بمأزق اقتصادي" كما وصف الخبير، وهو ما ينعكس اليوم تخطباً في الأسواق، يدفع ثمنه المواطن.

ورأى الخبير أن أسعار المواد الغذائية لن تنخفض مع الانخفاض الطفيف بأسعار الدولار التي تراوحت خلال اليومين الماضيين بين 189 و 190 ل.س، فهي ستحافظ على ارتفاعها على اعتبار أن التجربة خلال السنوات الماضية أثبت أن السلعة التي يرتفع ثمنها لن ينخفض من جديد.

ترك تعليق

التعليق