مجموعة عمل الحصبة تعلن تحملها المسؤولية الكاملة عن كارثة اللقاح

أعلنت مجموعة عمل مكافحة الحصبة بكافة مكوناتها ومستوياتها تحملها للمسؤولية الكاملة القانونية و الأخلاقية عن المصاب الجلل الذي نزل بأهلنا في ريف ادلب وكافة التبعات المترتبة عليه.

وقالت المجموعة في بيان لها، نشره موقع الحكومة السورية المؤقتة، إنها تثمّن عاليا الدور المحوري لمديرية الصحة في محافظة إدلب في رعايتها للحملة والوقوف على حسن سيرها كما رسم لها، وتتوجه كذلك بالشكر الجزيل لمديريات الصحة والمجالس المحلية والهيئات الطبية في بقية المحافظات لإسهامها الفعّال في الحملة المذكورة بالرغم من الظروف الأمنية الاستثنائية التي يعلمها القاصي والداني.

وفيما يلي نص البيان:

"بسم الله الرحمن الرحيم
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}
مجموعة عمل مكافحة الحصبة
MCTF
صدمة .. وذهول !
أبلغ مشاعر اللوعة والحزن حيث تولد من مظنة الفرح.. كان نبأ صاعقا هذا الذي تلقته مجموعة عمل مكافحة الحصبة عن اصطفاء المولى الحكيم لثلة من فلذات أكبادنا إلى جواره الكريم .. وهي إذ يعجز منها اللسان ويتفطر القلب والجنان كمدا وحزنا، لا تجد عزاء لأهلنا المفجوعين في ريف إدلب الحبيب إلا بشرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي من جزاء إذا قبضت صفيه وخليله من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة).
تحمل للمسؤولية وتقدير للجهود
تعلن مجموعة عمل مكافحة الحصبة بكافة مكوناتها ومستوياتها تحملها للمسؤولية الكاملة القانونية والأخلاقية عن المصاب الجلل الذي نزل بأهلنا في ريف إدلب وكافة التبعات المترتبة عليه.
كما تثمّن المجموعة عاليا الدور المحوري لمديرية الصحة في محافظة إدلب في رعايتها للحملة والوقوف على حسن سيرها كما رسم لها، وتتوجه كذلك بالشكر الجزيل لمديريات الصحة والمجالس المحلية والهيئات الطبية في بقية محافظات وطننا الحبيب لإسهامها الفعّال في الحملة المذكورة بالرغم من الظروف الأمنية الاستثنائية التي يعلمها القاصي والداني.
والمجموعة، إذ تشدّ على أيادي أبطال التلقيح في الداخل، تدعو الجميع إلى استنفاد أقصى الجهود في تقديم الخدمات الطبية ضمن الإمكانات المتاحة، سائلة العلي القدير أن يلهمنا الصواب والإخلاص في العمل، وأن يتقبل من الجميع ما كان خالصا لوجهه الكريم.
من؟ ...ولماذا؟
نشأت فكرة تكوين المجموعة استجابة للانقطاع التام للقاحات عن أطفالنا في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات وظهور العديد من الأمراض الوبائية التي يمكن الوقاية من كثير منها (ومنها الحصبة) باللقاح.
وكان لزاما على الهيئات والمنظمات الصحية المعنية بتقديم الخدمات الصحية للمواطن السوري المحروم من جلّها أن تبادر إلى تشكيل هذه المجموعة لتأمين اللقاح الخاص بهذا الداء.
تشكلت المجموعة من تضافر جهود كلٍ من: وحدة تنسيق الدعم والهيئة الوطنية السورية للقاح (التي تضم خمس عشرة منظمة غير حكومية ومديريات الصحة في المحافظات)، إضافة للعديد من المنظمات الأخرى غير الحكومية، حيث تم دعوة الجميع للمشاركة في الإعداد المحكم لهذه الحملة عبر تقديم الدعم التقني والتثقيفي واللوجستي والمالي للأجسام المنفذة للحملة: مديريات الصحة والمجالس المحلية والهيئات الصحية الفاعلة في الداخل.
• حسب التقارير الوبائية الدورية الصادرة عن شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة ACU-EWARN، فإن عدد حالات الداء التي تم الإبلاغ عنها في المحافظات الشمالية بلغ أكثر من 9,000 حالة مشتبهة منذ بداية تموز 2013 إلى تاريخه، وتم بالفعل إثبات عدد من الحالات مخبرياً، وتم إقرار حالة الوباء في تلك المحافظات من قبل المنظمات الدولية المهتمة بالقطاع الصحي ضمن مجموعة العمل الصحي Health Working Group التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.
• لداء الحصبة العديد من الاختلاطات الخطيرة على مستوى الصحة العامة والأطفال بخاصة، قد تصل نسبتها إلى 75% من الأطفال المصابين، كما قد تصل نسبة الوفيات في أوقات الأوبئة الشديدة بوجود عوامل الخطر إلى 10% من الحالات، ومن الاختلاطات التي قد تلي الإصابة بالداء:
- الأذية السمعية
- الأذية العينية
- الأذية العصبية
- ذات الرئة، وهي أشيع أسباب الوفاة
تحضير محكم وعمل دؤوب:
كان انطلاق الحملة في جولتها الأولى تتويجا لأشهر من العمل المخلص الدؤوب، حيث وضعت الرؤية والقيم والأهداف، وصيغت الخطط ووزعت الأدوار بإحكام بين الشركاء.
1- التحضيرات التقنية:
بدأت التحضيرات في اللجنة التقنية قبل انطلاق المرحلة الأولى من الحملة بحوالي الشهرين، من خلال:
- تحديد الفئة العمرية المستهدفة ورسم موجهات العمل وتقدير عدد السكان في المناطق.
- رسم الخطط العامة والاستراتيجيات على مستوى المحافظات.
ثم تمت دعوة مشرفي المحافظات ومشرفي المناطق لإجراء تدريب كامل ومفصل، وتحضيرهم لتدريب باقي الكوادر في الداخل، ومساعدة كوادر المحافظات الطبية في إكمال الخطط التفصيلية، وتجهيز استمارات التسجيل والمراقبة والإشراف اللازمة، وتأسيس آليات التواصل الوثيق والمتابعة الدائمة والمستمرة.
2- التحضيرات اللوجستية:
يعتبر نقل اللقاح وحفظه وتوزيعه ضمن الشروط المطلوبة عاملاً مهماً في سلامة حملة التلقيح ونجاحها. وقد تركز نشاط اللجنة اللوجستية في مجموعة عمل مكافحة الحصبة على أربعة جوانب أساسية، تشمل:
أ- الكادر البشري:
تم وضع هيكلية دقيقة ومحددة للعناصر البشرية المسؤولة عن نقل اللقاح وحفظه وتوزيعه مؤلفة من:
- مسؤول لوجستي مركزي على مستوى المحافظة يقوم باستلام اللقاحات ومستلزماتها وتدريب المسؤولين والعناصر اللوجستية في المناطق والمراكز والإشراف على عملهم ورفع تقارير دورية عن حالة سلسلة التبريد في المحافظة.
- مسؤول لوجستي على مستوى كل منطقة يقوم باستلام حصة المنطقة من اللقاحات والمستلزمات والإشراف على توزيعها وضمان صيانة سلسلة التبريد ورفع تقارير دورية عنها للمستوى الأعلى.
- عنصرين في كل مركز مسؤولين عن مراقبة سلسلة التبريد والمولدات وضمان عملها بالشكل النظامي المطلوب على مدار الساعة.
ب- التدريب:
تقوم اللجنة اللوجستية بإجراء التدريب اللازم للوجستيين المركزيين قبل الحملة بمساعدة خبراء دوليين وتزويدهم بكافة المعايير الضرورية للتعامل مع اللقاح من لحظة استلامه إلى حين إعطائه للأطفال.
ج- سلسلة التبريد:
تشمل هذه السلسلة كافة التجهيزات اللازمة لحفظ اللقاح ومستلزماته من لحظة استلامها حتى آخر نقطة تداول (سيارات مبردة– مجمدات– برادات- صناديق تبريد– حاملات لقاح– ألواح ثلج– مولدات كهرباء...)، وتخضع لمراقبة دقيقة على مدار الساعة لضمان سلامتها وعملها بالشكل النظامي المطلوب.
د- خطة التوزيع:
تقوم اللجنة اللوجستية -وبالتعاون مع اللوجستيين المركزيين في المحافظات -بتحديد الاحتياجات الخاصة بكل محافظة استناداً إلى الخطط التفصيلية ووضع الخطط اللازمة زمانياً ومكانياً لحركة سير اللقاحات من لحظة استلامها حتى نقطة التطبيق النهائية.
3- خطة تحريك المجتمع:
تشكلت لجنة تحريك المجتمع في مجموعة عمل مكافحة الحصبة من عناصر ذات خبرة في هذا الميدان، وبإشراف مباشر من خبراء دوليين مختصين بالتحريك المجتمعي.
أقيمت لهذه الغاية دورة تدريبية مركزية لنشطاء من الداخل السوري بلغ عددهم 14 ناشطا (بواقع 2 من كل محافظة) لتأهيلهم كي يكونوا مدربين لمن خلفهم من الكوادر الوطنية في الداخل ومشرفيين - في الوقت نفسه - على سير عملية تحريك المجتمع إبان انطلاق الحملة.
أثناء الجولة الأولى من حملة لقاح الحصبة كان لتحريك المجتمع دور محدود لأن هذه الجولة استهدفت الأطفال في المخيمات، وكان العدد المستهدف محدودا لا يتجاوز خمسين ألف طفل.
أما في الجولة الثانية فقد تحسن الأداء بشكل ملحوظ لزيادة سعة رقعة الجولة بالمقارنة مع الأولى وزيادة عدد الأطفال المستهدفين (الأطفال في المدن والبلدات والقرى)، وآتت هذه الجهود أكلها بتعريف المجتمع بالحملة وأهدافها.
4- الموارد والتمويل:
قامت اللجنة المختصة باستجرار الموارد المالية بالتواصل مع المانحين الدوليين والمنظمات غير الحكومية بغرض تأمين الموارد المالية اللازمة للحملة، ثم قامت بالتنسيق بين ممثلي حملة اللقاح في كل محافظة وبين المانحين لهذه المحافظة لمتابعة الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم المرصود.
وكلكم مسؤول عن رعيته
إن مجموعة العمل إذ أخذت على عاتقها هذه المهمة الإنسانية الجليلة واضطلعت بها كواجب يمليه عليها الوازع الديني والحس الوطني، فإنها تجد لزاما عليها أن تجلو النقاط الهامة التالية:
* تعيد مجموعة عمل مكافحة الحصبة التأكيد وبشكل صريح وواضح لا يقبل اللبس أنها لم ولن تتخلى عن مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه المصاب الجلل الذي نزل بأهلنا في ريف ادلب.
* تدعو مجموعة العمل الجميع إلى التريث في إطلاق الأحكام والأوصاف بانتظار أن يقول القضاء النزيه كلمته استنادا إلى نتائج التحقيق الطبي والقانوني.
وختاما ...فإن مجموعة العمل أرادت أمرا وأراد الله عز وجل ببالغ حكمته أمرا، ولا راد لقضائه ... فله عز وجل ما أعطى وله ما أخذ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ترك تعليق

التعليق