دليل الحجاج لرحلة آمنة من الأمراض والأوبئة

مع اقتراب مناسك الحج، ووصول الحجيج إلى بيت الله الحرام، لأداء الفريضة، هناك احتياطات صحية، يجب أخذها بعين الاعتبار، للوقاية من بعض المشاكل التى قد تواجههم عادة بسبب الازدحام الشديد، وسوء التغذية، والإجهاد البدني والحركى، وارتفاع درجات الحرارة.

إرشادات ونصائح طبية أقرب إلى "الروشتة العلاجية" يعرضها خبيران صحيان تحدثا إلى "الأناضول" يفضل أن يراعيها الحجاج، أثناء فترة إقامتهم بالمملكة، حتى يحموا أنفسهم من أمراض الجهاز التنفسى والهضمى، ويعودون إلى ديارهم بسلام وأمان.

أمراض الجهاز التنفسي:
والبداية مع أمراض الجهاز التنفسي، حيث يقول عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة والتحاليل الطبية المصري، وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، إن أمراض الجهاز التنفسي تعد من أكثر الأمراض انتشارا خلال موسم الحج ومنها الزكام، والأنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية، حيث تنتقل العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير من السعال، والعطس.

وينصح مصباح، الحجاج باتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية، لمنع انتشار أمراض الجهاز التنفسى وعلى رأسها الإنفلونزا وفيروس كورونا، منها:

- ارتداء الكمامات خاصة في الأماكن المزدحمة، واستخدام المناديل لتغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال ثم التخلص منها في سلة المهملات.

- غسل اليدين بالماء والصابون أو المطهر، خاصة بعد السعال والعطس، وعدم ملامسة العين والأنف أو الفم باليدين إلا بعد غسلهما جيدًا، والاكتفاء بالمصافحة عند السلام على الآخرين، والإكثار من السوائل.

- إذا حدث وأصيب الحاج بأحد أمراض الجهاز التنفسي؛ فسيتحسن أن يمنح نفسه الراحة، ويكثر من شرب السوائل المحتوية على فيتامين (C) كعصير الليمون والبرتقال، وأن يتناول المسكنات وخافضات الحرارة، وأن يراجع الطبيب في حالة تفاقم حالته الصحية.

- فيروس "إيبولا" الذي قد ينتقل عن طريق الحجاج القادمين من دول غرب إفريقيا الموبوئة بالمرض، يختلف عن أمراض الجهاز التنفسى، وينتقل فقط بسبب ملامسة دم الفرد المصاب بها، أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، بعد ظهور أعراض المرض، عقب انتهاء فترة حضانة المرض التى قد تصل إلى أسبوعين.

فيروس "إيبولا" لا ينتشر بسهولة؛ لأنه ليس من الأمراض التي تنتقل عبر الهواء كالإنفلونزا، لكنه ينتقل إلى جسم الإنسان عبر سحجات الجلد والأغشية المخاطية فقط.

وظهور المرض يبدأ بحمى وأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، سرعان ما تتطور إلى قيء وإسهال، أما مرحلة الاحتضار فتتسم بالنزيف الداخلي يصحبه نزيف خارجي من فتحات الجسم في نصف الحالات تقريبًا.

أمراض الجهاز الهضمي:
أما أمراض الجهاز الهضمي فتستلزم إجراءات وقاية مهمة من قبل الحاج لتقليل فرص التعرض للإصابة بالإسهال، الإمساك، الغثيان والقيء، بسبب تناول بعض الأطعمة والمشروبات، حسبما يقول سعيد شلبي، أستاذ أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد بالمركز القومى للبحوث (مصري حكومي).

وللوقاية من تلك الأمراض، يقدم شلبي، فى حديثة للأناضول، عدد من النصائح والإرشادات المهمة للحجاج ومنها:

- الابتعاد عن الوجبات التي تحتوي على الكثير من الدهون، والتأكد من نظافة الطعام وطهوه جيدًا، والتأكد من تاريخ صلاحية المعلبات، وحفظ الأغذية سريعة التلف مثل منتجات الألبان في الثلاجة، والابتعاد عن شراء الأطعمة من الباعة المتجولين.

- إذا أصيب الحاج بالإسهال بتناول كمية كبيرة من الخضراوات والفاكهة الطازجة، والإكثار من شرب السوائل حتى لا يتعرض الجسم للجفاف، ومراجعة أقرب مركز صحي إذا استمر الإسهال دون توقف.

- فى حالة الإصابة بالغثيان والقيء، فينصح شلبي بالتوقف مؤقتًا عن تناول المأكولات والمشروبات حتى يتوقف الغثيان والقيء، ثم تناول كميات قليلة من الطعام والشراب عند الحاجة أو عند تناول الأدوية الضرورية، وشرب السوائل على نحو متكرر وبكميات قليلة لتجنب الجفاف.

- اتباع عدة إجراءت للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي(ب) و(سى) ، الذى قد ينتقل عند الحلق أو التقصير، عبر أدوات الحلاقة، ومنها الحرص على الحلاقة في الأماكن المرخصة، وتجنب حلاقي الطرقات والأرصفة، والتأكد من استعمال شفرة الحلاقة ذات الاستخدام الواحد، أو استعمال أدوات الحلاقة الشخصية، وعدم المشي حافي القدمين لتجنب الوخز بالإبر أو الأمواس الملوثة الملقاة على الأرض.

- عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، واستخدام المظلات الشمسية ذات الألوان الفاتحة، وأخذ قسط كافٍ من الراحة بعد تأدية كل شعيرة بهدف إعادة الحيوية للجسم، وعدم النوم على الأرصفة والطرقات وذلك من أجل سلامة الحجاج.

ترك تعليق

التعليق