مواد البناء ترتفع في دمشق .. وسط صعوبة في تأمينها

رافقت موجة العمار العشوائي التي انتشرت مؤخراً ببعض مناطق دمشق وريفها، ارتفاعاً كبيراً في أسعار مواد البناء، لاسيما أنَّ ذلك تزامن مع ارتفاع في سعر الدولار وتذبذبه أمام الليرة السورية، وازدياد حركة النزوح إلى بعض مناطق دمشق في ظل اشتداد المعارك على عدَّة جبهات جديدة قريبة من العاصمة.

وبيَّن متعهد بناء في مدينة دمشق، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن مختلف المواد الأساسية في البناء ارتفعت أضعافاً مضاعفة حيث بلغ سعر علبة الدهان التي تحتوي على 4 كغ من المادة 7000 ل.س، في حين تجاوز سعر طن الحديد 140 ألف ل.س، أما سعر كيس الرمل فوصل إلى 100 ل.س، في حين أن سعر الطن الواحد من الإسمنت تجاوز 25 ألف ل.س، لتصل بدورها سعر البلوكة الواحدة إلى 75 ل.س، لافتاً إلى أن هذه الأسعار هي أسعار المواد فقط دون أجور العمال.

ولفت المتعهد إلى أن النشاط في حركة العمار إنما ينتشر في المناطق العشوائية من دمشق وريفها الخاضعة لسيطرة النظام، حيث يعمد أصحاب الأبنية لاستغلال مساحات معينة في البناء إما بإنشاء غرف جديدة، أو لبناء طابق متكامل في البناء نفسه، وهنا أشار المصدر إلى أن مدينة "جرمانا" في ريف دمشق تعتبر من أكثر المناطق التي تشهد حركة إعمار عشوائي حيث يعمد أصحاب الأراضي فيها للاستثمار في العقار على اعتبار أنه الاستثمار الأكثر ربحاً في هذه الظروف، نظراً لانتعاش سوق الإيجارات مع تزايد النزوح إلى العاصمة.

ومن جانب آخر، أوضح المصدر أنَّ أسعار المواد ليست هي التكلفة الوحيدة المرتبة على تكاليف البناء، إنما هناك تكاليف إضافية تتعلق بالأتاوات النقدية التي تفرضها حواجز النظام على سيارات نقل مواد البناء بين المناطق، مشيراً إلى أنها تتجاوز أحياناً الـ 5000 ل.س عن كل نقلة، وإلا سيتم تفتيش السيارة بطريقة عنيفة والتنكيل بسائقها بطرق مختلفة.

ولم يخفِ المصدر أنّ هناك شحا واضحا في مواد البناء، وهو ما تزامن مع وصعوبة تأمينها في العاصمة بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار الذي كل له دور أيضاً في رفع تكاليف البناء، مبيناً أنَّ ذلك أدى بدوره إلى ظهور تجار السوق السوداء الذين استغلوا الوضع وفرضوا أسعارهم الخاصة على السوق.

ترك تعليق

التعليق