تزوير جوازات السفر للسوريين.. بورصة مفتوحة بأسهمٍ خضراء

تجديد جواز سفر أو إصدار واحدٍ جديد، كل شيء متاح لكن لا شيء "ببلاش"، ومع ارتفاع الطلب وقلة العرض تتضاعف الأسعار، قاعدة اقتصادية طالت سوق جوازات السفر في لبنان.

عدد كبير من السوريين المتواجدين في لبنان غير قادرين على العودة إلى سوريا بسبب أوضاعهم الأمنية، أو خوفهم من عدم قدرتهم على الرجوع إلى لبنان لا سيما في ظل الأحداث المتسارعة التي يشهدها والتضييق على اللاجئين السوريين.

وكثيرون باتوا مجبرين على مغادرة لبنان البلد الذي يقف اليوم على كف عفريت كما يقال، الأمر الذي يدفعهم للجوء إلى مافيات جوازات السفر ممن يتقاضون بين 3000 دولار إلى 5000 دولار، دون ضمانات تؤكد عدم كشف التزوير، فكثيرون تم توقيفهم في المطار بعد كشف التزوير، وهو ما حدث مع ناشطة، فضلت عدم الكشف عن اسمها، منوهةً إلى أنها دفعت 3500 دولار من أجل تجديد جواز سفرها وتفاجأت بكشف التزوير عندما أرادت السفر إلى فرنسا. وتضيف: لولا تدخل إحدى الجهات النافذة في لبنان و لا سيما تقدير الظرف الأمني لما أطلق سراحي، وبعدها تدخلت منظمة وساعدتني على السفر دون الحاجة لجواز سفري السوري.

تجديد جواز السفر عادةً ما يتم عبر لصاقةٍ في صفحة التجديد دون استبدال جواز السفر، الأمر الذي لفت نظر عادل وهو أحد الناشطين الذي فر من سوريا قبل أن يتمكن من تجديد جواز سفره كونه مطلوب أمنياً، دفع 1500 دولار لأحد الأشخاص الذي ادعى أنه يعمل لصالح الثورة، لكنه بحاجةٍ لهذا المبلغ من أجل توزيعه على الموظفين، وكان من المفترض أن يستلم 1500 دولار أخرى عند تسليم جواز السفر الجديد.

ويضيف عادل بأنه توقع الحصول على جواز سفر جديد، لكنه لم يكن يتوقع أنه سيستلم جواز سفر بلصاقة، لأن ذلك سيعرضه للخطر الأمني، وهو غير واثق من صحتها، ورفض استلام الجواز واعتبر أن هناك خرقاً للاتفاق، لكن المشكلة الآن أنه بلا جواز سفر، ويخشى أن يتم استعمال جوازه من قبل أشخاص آخرين، بعد أن تيقن أنه يتعامل مع مافيا يمكن أن تبيع الجواز لأي شخص.

وقصة أخرى من قصص تجديد جوازات السفر تعرضت لها الناشطة سلمى، حيث عرض عليها أن تحصل على جواز سفر يتم إصداره من المناطق الشمالية، لكن هذا الأمر سيكلفها 4000 دولار، إلى جانب ضرورة تغيير اسمها ومعلوماتها الشخصية ليتمكنوا من استصدار جواز سفرٍ جديد لكنها رفضت ذلك.

مشكلة جوازات السفر التي تعرض السوريين لمخاطر الترحيل وترميهم فريسةً للمافيات والمزورين، المعني بحلها بشكلٍ أساسي هو الائتلاف وحكومته المؤقتة، على اعتبار أنه يطرح من نفسه بديلاً عن النظام، وأبسط ما يمكن أن يفعله هو تقديم الأوراق الثبوتية لمن يفتقدها من المواطنين التابعين له وهو ما لم يحدث إلى الآن رغم الوعود التي لم تكن أكثر من كتابةٍ على لوجٍ من الجليد.

ترك تعليق

التعليق