"بيارق الخير"..جمعية ترعى الشريحة المهمّشة في الحرب

بعد أقل من ستة أشهر على إنشائها استطاعت جمعية "بيارق الخير للإغاثة والتنمية" في حمص أن تثبت حضوراً فاعلاً على خريطة العمل الإغاثي في ريف حمص الشمالي، تلك المنطقة التي نُكبّت أكثر من غيرها بالإصابات بمختلف أنواعها من بتر وشلل وإعاقة نصفية، حيث بلغت حالات الشلل الرباعي حوالي 90 حالة و140 حالة تخلف عقلي، أما حالات البتر فتفوق 200 حالة.

وما ميّز هذه الجمعية أكثر من غيرها تقديم المساعدات للمعاقين بمختلف أنواع إعاقاتهم، ولأن المعوقين هم الحلقة الأضعف والطرف الأكثر تضرراً في الحرب الدائرة، وهم شريحة شبه مغيّبة عن نشاطات الإغاثة، لذلك آلَت جمعية "بيارق الخير" على نفسها أن تخصصهم بجانب كبير من خدماتها –كما يقول الناشط "غيث حمص" المسؤول الإعلامي في الجمعية لـ "اقتصاد" ويضيف: "إن كل الجمعيات والمنظمات الإنسانية مهتمة على الأغلب بتقديم السلل الغذائية للمحتاجين أوالمخصصات المادية لليتامى، أما شريحة المعوقين فهي غائبة عن نشاطات الإغاثة الإنسانية لأسباب غير معروفة، ويوضح "غياث حمص" أن الجمعية "أعدت إحصائية لكل أنواع الإعاقات، كالشلل الرباعي أوالنصفي أو التخلف العقلي، وحالات البتر التي تعاني مثل غيرها، وتم عرض أكثر من مشروع يخص هذه الشريحة على العديد من المنظمات والجهات الإغاثية، وكان هناك تجاوب "مبدئي" من قبل هذه الجهات ولكنهم تذرعوا بخطورة الطريق، وأنهم لا يستطيعون إرسال تجهيزات لمركز علاج فيزيائي مثلاً أو أدوية أوفوط صحية لأصحاب حالات الشلل الرباعي".

ويردف المسؤول الإعلامي في "بيارق الخير": "عرضنا عليهم الاستعاضة عن ذلك بإرسال مبالغ مالية لفريق يعمل على الأرض تغطي ثمن المواد المراد توزيعها على المعوقين وفق فواتير نظامية، وبذلك يتم توفير أجور النقل لأن أجور نقل المواد من تركيا أو من الشمال المحرر إلى الريف الشمالي باهظة التكلفة، فسيارة تحتوي 100 أو 200 كيس فوط مثلاً تكلف ضعفي ثمن البضاعة التي تحملها كأجور نقل. ولكنهم رفضوا لأنهم كما قالوا لا يقدمون سوى مواد عينية، وهذه المشكلة الكبيرة التي تواجه العمل الإغاثي، وتكتفي الجمعية حالياً بتغطية نفقاتها من بعض التبرعات الشخصية ومن بعض المؤسسات الخيرية في دول الخليج".

ازدياد حالات مبتوري الأطراف

تقوم جمعية "بيارق الخير" بتحديث بياناتها وعدد المصابين والمعوقين المسجلين فيها باستمرار، وخاصة بعد معركة "أم شرشوح" التي زادت حالات البتر فيها بشكل كبير، وخلال شهر ونصف من القصف اليومي بالطيران ازدادت أعداد مبتوري الأطراف إلى الضعف عما كانت عليه.

ويشير "غياث حمص" إلى أن جمعية "بيارق الخير" ركزت جلّ اهتمامها على أصحاب هذه الحالات لأنهم يعانون مثل غيرهم من المعوقين وخاصة في ظل ظروف الحصار الصعبة التي يعيشها ريف حمص الشمالي والتي أدت إلى نقص الأدوية والأطباء والكادر الطبي والمستلزمات الطبية عموماً.

وحول آلية عمل بيارق الخير والنشاطات الإغاثية التي قامت بها في الفترة الأخيرة يقول المسؤول الإعلامي في الجمعية: "نقوم باقتراح مشاريع إغاثية ونعرضها على المنظمات والجهات الإغاثية، وفي حال الموافقة عليها نقوم بتنفيذها تحت اسم هذه الجهات، سواء كان توزيع فوط صحية أو منح مالية أو زكاة الفطر، وفي هذا السياق تم تقديم "هدية العيد للأطفال المعوقين" التي زرعت البسمة على وجوه هذه الشريحة المهمشة، كما قدمت جمعية "بيارق الخير" -كما يقول محدثنا- منحة مالية بحدود 3500 ليرة لكل معاق وزكاة الفطر بنفس المبلغ، وتم تأمين فوط صحية للمعوقين الذين يحتاجونها، ونسعى لتأمين كفالة لهؤلاء المعوقين شبيهة بكفالة اليتيم -50 دولار شهرياً- لكل معوق أيضاً ويضيف: "إن للمعوق احتياجات أكثر من اليتيم كالفوط والمراهم والأدوية والأسفنجة الطبية والبوط صحي، مما لا يحتاجها اليتيم، وقد يحتاج المعوق -وخاصة أصحاب حالات الشلل الرباعي- إلى طعام وشراب خاص فلكل حالة متطلباتها".

رفع المعاناة عن الداخل السوري

تختص جمعية "بيارق الخير للإغاثة و التنمية" الأم التي تتخذ من أنطاكيا مقراً لها بإيصال المعونات العينية والنقدية إلى الداخل السوري، عن طريق الجمعيات الخيرية.

وتهدف الجمعية لرفع المعاناة عن أهلنا في داخل السوري بإيصال المعونات إليهم، وكفالة الأيتام والأرامل. والتعاون مع الجمعيات المتواجدة في تركيا والداخل السوري المختصة في الأعمال الخيرية، كما تتواصل مع الأفراد والمؤسسات من أصحاب رؤوس الأموال لبيان أهداف الجمعية لهم تمهيداً لمشاركتهم في تحقيقها.

وتقوم الجمعية بالاستعانة بكافة الوسائل ومنها شبكة الإنترنت لتطوير آلية العمل وتفعيل دور الجمعية كما تقوم بتوثيق النشاطات التي تقوم بها الجمعية لتزويد الجهات ذات العلاقة بنسخة منها والاحتفاظ بأخرى في الأرشيف.

ترك تعليق

التعليق