بيض سوريا ينخفض من 5 مليارات بيضة إلى مليار.. و"الدجاج البلدي" يحل المشكلة بالمناطق المحاصرة

كشفت الأرقام الصادرة عن "الرابطة السورية للدواجن"، أن إنتاج سوريا من بيض المائدة، تراجع بنسبة تقارب 80%، وهذا ما ألحق خسائر فادحة بآلاف الأسر كانوا يعملون بشكل مباشر في 3000 مزرعة لتربية الدجاج البياض في المحافظات السورية.

كما أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف حصول المواطن السوري على بيض المائدة الذي كان يفاخر به بأنه موحد موائد الأغنياء والفقراء.

وقفز سعر صحن البيض من 150 ليرة سورية في العام 2011م، إلى 550 ليرة سورية حاليا بالمناطق التي يسيطر عليها النظام، وإلى 1000 ليرة سورية بالمناطق المحاصرة.

يقول الطبيب البيطري (ي- ص) الخبير في تربية الدواجن بحماه: "وصل إنتاج سوريا من مادة بيض المائدة في نهاية العام 2010، إلى 5 مليارات بيضة، وهو أعلى رقم إنتاجي تصله مزارع الدواجن في سوريا، منذ تأسيس صناعة الدواجن في السبعينيات من القرن الماضي".

وأشار الطبيب البيطري في حديثه لـ "اقتصاد"، إلى أن بيض المائدة كان من أهم السلع التصديرية في العام 2010، حيث بلغت صادرات سوريا من هذه المادة، في العام المذكور حوالي 2 مليار بيضة، بلغت قيمتها المادية 200 مليون دولار أمريكي، معظمها صُدّر إلى العراق ودول الجوار.

وردا على سؤال "اقتصاد" عن الإنتاج الحالي من بيض المائدة، قال الدكتور(ي- ص): "بسبب الظروف الأمنية السيئة التي تشهدها سوريا حاليا، انخفض الإنتاج إلى ما يقارب المليار بيضة سنويا، فمعظم مزارع الدجاج البياض في درعا، دمشق، حمص، إدلب، وحلب، دُمرت، وسُرقت محتوياتها، ومعظم العاملين بهذه المهنة هجروها".

*مؤسسة الدواجن خسائرها بالمليارات

وعلمت "اقتصاد" أن المؤسسة العامة للدواجن (قطاع عام)، والتي تملك مزارع للدجاج البياض في معظم المحافظات السورية، تكبّدت خسائر تقدَر بحوالي 3,5 مليار ليرة سورية في السنوات الثلاث الماضية، نتيجة الحرب التي يشنها النظام على الشعب. كما انخفض إنتاجها من مادة بيض المائدة، من 1,5 مليار بيضة في العام 2010، إلى250 ألف بيضة في العام الماضي 2013، علما أن المؤسسة المذكورة كانت قد صدرت لوحدها في العام 2010 أكثر من 1,5مليار بيضة، بلغت قيمتها المادية حوالي 150 مليون دولار أمريكي.

*"البيض البلدي" الأغلى سعرا

من جانب آحر ذكر مربو دواجن منزلية لـ "اقتصاد"، أن "الدجاج البلدي"، الذي يربى في الريف السوري، منذ آلاف السنوات، حل مشكلة نقص البيض بالمناطق التي يحاصرها النظام بريف حمص الشمالي منذ ثلاث سنوات. وقدَروا إنتاج سوريا سابقا من "البيض البلدي"، بحوالي نصف مليار بيضة سنويا.

وردا على سؤال "اقتصاد"، حول إنتاج "البيض البلدي" بريف حمص الشمالي المحاصر، وهل يسد حاجة السكان المحاصرين هناك من هذه المادة الغذائية الهامة والضرورية لجسم الإنسان، قال مربي "دواجن بلدية" في مدينة تلبيسة: "معظم السكان بالريف الشمالي لحمص، يربون الدجاج، ويحققون الاكتفاء الذاتي لأسرهم من هذه المادة الغذائية، بل هناك بعض الأسر تبيع الفائض لديها من "البيض البلدي"، بسعر يصل أحيانا إلى 35 ليرة سورية للبيضة الواحدة". مشيرا إلى أن "الدجاجة البيَاضة" في بلدته المحاصرة، بيعت مؤخرا بـ2500 ليرة سورية، أي بعشرة أضعاف سعرها قبل الثورة.

يُذكر أن سلالات "الدجاج المنزلي"، والتي تنتج عن طريق التهجين بين السلالات الأجنبية، والسلالات المحلية، باستخدام التربية المصحوبة بالانتخاب، أثبتت جدارتها وتفوقها تحت ظروف الريف السوري، الذي يمتاز بظروف جوية قاسية، أدت إلى هلاك الكثير من الطيور البرية.

ترك تعليق

التعليق