الكهرباء واقع تزداد تأزماً بدمشق.. ونقص الوقود مأزق لا أمل للخروج منه

عادت ساعات تقنين الكهرباء للارتفاع في مدينة دمشق وريفها، بعد فترة تحسن لم تتجاوز الشهر، عاشها سكان العاصمة، واقتصرت خلالها فترات التقنين على النهار فقط.

وبيّن مواطنون من دمشق أنّ ساعات التقنين ارتفعت في بعض المناطق في العاصمة لتتجاوز 16 ساعة في اليوم الواحد، في حين تجاوز القطع في أرياف دمشق إلى 18 ساعة في اليوم.

ولم تخفِ المصادر أن ظاهرة التمييز من حيث ساعات التقنين بين المناطق تزداد وضوحاً، مشيرين إلى أن هذا التمييز يشمل أيضاً سكان الحي الواحد أو المنطقة الواحد، فهناك أحياء تحرم من الكهرباء بشكل مستمر ولساعات طويلة، في حين أن مناطق أخرى يتم تجاهلها من تطبيق التقنين لاعتبارات معينة بالنسبة للنظام.

ولعل ارتفاع ساعات التقنين، إنما قابله تشديد وزارة الكهرباء على جباية فواتير الكهرباء والتهديد بقطع التيار عن كل من لم يسدد التزاماته المالية لحكومة النظام، وفي هذا الإطار تصاعدت فيه أصوات المواطنين المطالبة بتخفيف التقنين قبل البدء بالجباية، خاصة أن الفواتير تأتي مرتفعة ولا تتناسب مع ساعات القطع الطويلة التي يعيشها السكان مرغمين.

أما بالنسبة لأزمة وزارة الكهرباء، فإنها تتلخص بنقص الوقود اللازم لتشغيل المحركات المشغلة للطاقة، حيث اعترفت الوزارة مراراً بأنها تعاني من أزمة وقود، وهو ما يجعل أزمتها جزءا من مأزق عام يعيشه النظام في تأمين الوقود اللازم للكهرباء والنقل والتدفئة، حيث يشير مراقبون اقتصاديون إلى أن هذه الأزمة في تفاقم خاصة مع خسارة النظام لمعظم آبار النفط السورية في الشمال السوري، حيث لا بصيص أمل أمام النظام للخروج من هذا المأزق، خاصة بعد أن وصلت خسائر قطاع الطاقة وحسب تقديرات دولية إلى 12 مليار دولار أميركي، وتراجع إنتاج النفط من 385 ألف برميل يومياً منذ ثلاث سنوات إلى أقل من 12 ألف برميل.

*خدمة الإنترنيت ليست بأفضل..

وفي سياق متصل، لم يكن وضع الإنترنيت بأفضل حال، حيث يعاني السكان في دمشق ومنذ فترة من بطء في خدمة الإنترنيت بالإضافة إلى انقطاعها المتكرر، مما يمنعهم من التصفح في معظم الأحيان، وهو ما دفع وزارة الاتصالات اليوم إلى قطع خدمة الإنترنيت والاتصالات الأرضية والخلوية عن دمشق والمحافظات الجنوبية وذلك بسبب أعطال في الشبكة ، حسب ما بينت.

وأفاد أحد الناشطين المعارضين في هذا السياق، بأنه لطالما كانت فيه خدمة الإنترنيت سيئة في دمشق، حيث استخدمها النظام وأجهزته الأمنية سلاحاً حارب واعتقل من خلالها معارضيه، سواء من حيث مراقبة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، أو من حيث التشويش على هذه الخدمة وقطعها بشكل مستمر دون أسباب واضحة، وذلك في محالة منه لمنع التواصل فيما بينهم، ونقل أخبار لطالما حاول إخفاءها.

ترك تعليق

التعليق