معهد "شهداء الثورة" في "الأتارب": أول تجربة تعليمية من نوعها في المناطق المحررة

افتتح في مدينة "الأتارب" بريف حلب أول أمس السبت "معهد شهداء الثورة" لإعداد المدرسين والمعلمين الذي يُعتبر أول معهد من نوعه في المناطق السورية المحررة بإشراف "تجمع أنصار الثورة"، وبالتعاون مع "المكتب التعليمي الثوري" في مدينة "الأتارب".

ويأتي إنشاء هذا المعهد ليرمّم الصدع الذي أصاب جسم التعليم في سوريا خلال السنوات الأخيرة وخصوصاً في ريف حلب المحرر، حيث يعاني عدد هائل من المعلمين من الفصل التعسفي من قبل نظام الأسد، بسبب تأييدهم للثورة، وفقدان المئات من الطلاب لفرصة متابعة التعليم العالي، كما تعاني المدارس من نقص في الكتب والمستلزمات المدرسية، وهناك تضرر كبير في الأثاث المدرسي جرّاء قصف قوات النظام للمدارس.

حول فكرة هذه المنشأة الثورية المدنية يقول مدير مكتب التعليم في تجمع أنصار الثورة السورية "مجد أبو الوليد" لـ"اقتصاد":

"كانت فكرة المشروع مجرد حلم صعب التحقق، بمعنى تأمين فرصة للطالب بعد أن فقد في المناطق المحررة فرصة التعليم العالي، فقمنا بدراسة المشروع نحن كتجمع أنصار الثورة مع المكتب التعليمي في مدينة "الأتارب"، وسرنا بخطوات لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة".

ويضيف مدير المعهد:"رغم كل الصعوبات التي واجهتنا، لكننا بحمد الله تجاوزناها جميعاً، واستطعنا الانطلاق بهذا المشروع بقوة، وباختصاصات عديدة كـ"اللغة الفرنسية" و"الانكليزية"و"العربية" و"الرياضيات" معلم صف-بكادر تدريسي ترأسه الدكتورة "سهام" خريجة جامعة برلين، إلى جانب نخبة من المعلمين حاملي شهادات الماجستير.

وفيما يتعلق بالمناهج التي تم اعتمادها في المعهد أوضح مدير"معهد شهداء الثورة" في الأتارب: إن "الهيئة التدريسية اعتمدت منهاج المعهد بحيث يكون الطالب قادراً خلال سنتين على أن يكون جديراً في إعطاء الطلاب من الصف الخامس حتى الصف العاشر أو أكثر من ذلك، وقامت الهيئة التدريسية بتنقيح المنهاج وفق معايير دقيقة ليستفيد الطالب منها بشكل أكبر، وتكون ذات فعالية أكبر بالنسبة له.

وعن آلية القبول في المعهد قال أبو الوليد:"تم وضع آلية للقبول في المعهد وفق جدول مفاضلة يفاضل عليها الطالب من خلال درجاته التخصصية بالدرجة الأولى، والمجموع العام بالدرجة الثانية وذلك في شهادات الائتلاف لعام 2013 وعام 2014 وشهادة النظام لعام 2012 حيث لم تكن شهادة ائتلاف قد توفرت بعد".

*أولى مؤسسات التعليم العالي

تعتبر تجربة المعهد هي الأولى من نوعها، ليس على مستوى المجال التعليمي فحسب، بل في مجال المؤسسات المدنية، وهي بحسب -مدير مكتب التعليم في تجمع أنصار الثورة السورية-"إنجاز عظيم في تاريخ ثورتنا المباركة، وأولى مؤسسات التعليم العالي في سوريا المحررة، ويمثل المعهد نواة لجامعة يطمح إليها القيّمون على هذه التجربة".

ويردف قائلاً: "المعهد ليس مقتصراً على مستوى الأتارب فقط، وإنما يخدم أنحاء مختلفة من سوريا، فلدينا طلاب من إدلب وحلب المدينة وريف حلب أيضاً، ولدينا العديد من طلاب حمص وحماه وغيرهم ممن نزوحوا إلى مناطقنا".

وعن أقسام المعهد والمرافق التعليمية الملحقة به قال مديره "مجد أبو الوليد": "لدى معهد شهداء الثورة الآن أقسام للغات العربية والإنكليزية والفرنسية، وقسم رياضيات فيزياء+كيمياء، وقسم معلم صف، أما المرافق التعليمية، فهي "إدارة المعهد -شؤون الطلاب- الامتحانات- الحاسوب والمعلوماتية- المخبر- مكتبة المعهد- مراقبة الدوام- التوجيه- مكتب الإشراف والمتابعة، ويضم كذلك قسماً للشكاوي والمقترحات".

وحول مصادر تمويل هذا المشروع التعليمي أشار مجد أبو الوليد أن "التجمع بكل نشاطاته ومشاريعه يعتمد على نشطائه في المهجر، أي إنه تمويل سوري مئة بالمئة، ولا يعتمد على تمويل أي منظمة أو دولة.

*أيقونة تعليمية في الثورة

تعرض التعليم في سوريا لهزات قوية خلال السنوات الأربع الماضية، وفي هذا السياق يقول مدير المشروع المكلف: "نحن كمكتب تعليمي في "تجمع أنصار الثورة السورية"، كانت نشاطاتنا منذ بدء العمل متوجهة لـ"رأب الصدع"في مجال التعليم، فقمنا بعدة نشاطات، ومنها مدرسة في ريف حمص بمنطقة الزعفرانة، وفي مدينة الأتارب ولدينا روضة لأبناء الشهداء منذ أكثر من عام، وكذلك مدرسة لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية تضم معظم طلاب المنطقة وبالمجان أيضاً، ولدى المكتب التعليمي نشاطات دائمة في مجال توزيع القرطاسية -كما يؤكد أبو الوليد-: "قمنا يتوزيع القرطاسية في بداية العام الدراسي السابق في الأتارب، وفي بداية الحالي في كل من "الأتارب" في ريف حلب و"بسقلا" في ريف إدلب.

ولدى المكتب –حسب مديره– فعاليات متنوعة في مجال النشاط التعليمي "لدينا فرقة ربيع سورية للفنون والمسرح التي تقوم وبشكل دوري بعروض مسرحية في مدينة "الأتارب"، وآخر نشاط لها وليس الأخير في افتتاح "معهد شهداء الثورة" لإعداد المدرسين الذي يعد أيقونة تعليمية في ثورتنا الحبيبة"، والمكتب الآن -كما يشير مديره– "في طور التجهيز لافتتاح في كل من "الغوطة الشرقية، وفي ريف إدلب علاوة على التطوير الدائم لنشاطاتنا التعليمية والخدمية والمدنية والإعلامية".

صور إضافية من معهد شهداء الثورة في الأتارب

ترك تعليق

التعليق