المجلس المحلي في جوبر: نواجه تحديات مع قدوم الشتاء ولن نقبل هدنة منفردة مع النظام

قال مسؤول العلاقات العامة في المجلس المحلي بحي جوبر، سمير عجينة، في تصريح خاص لـ"سمارت"، إنّ فصائل عدة تابعة للجيش الحر و"القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية"، تقاتل في حي جوبر بدمشق، وتسيطر عليها بشكل كامل، باستثناء نقاط قليلة على أطرافه.

وأضاف المسؤول أنّ الخسائر البشرية لقوات النظام في جوبر، "تفوق بكثير خسائر الحر والفصائل المقاتلة"، نتيجة التحصينات القوية للأخيرة في الحي، ما يدفع قوات النظام لتركيز قصفها على مناطق سكن المدنيين، لافتاً إلى أنّ القصف اليومي لا يتوقف، سواء من الطيران الحربي أو المدفعية والصواريخ، وآخرها استخدام قوات النظام الصواريخ المظلية، التي خلفت دماراً هائلاً وأعداداً من القتلى والجرحى.

كذلك قال "عجينة" إنّ نحو 40 بالمئة من الأبنية السكنية في جوبر مدمرة بشكل كامل، و30 بالمئة منها مدمرة بشكل جزئي، يقيم سكانها في الأقبية، خوفاً من القصف اليومي.

وأوضح "عجينة" في سياق حديثه، أنّ عدد سكان حي جوبر قبل انطلاق الثورة السورية، كان يبلغ نحو 250 ألف نسمة، قبل أن يشهد حركة نزوح كبيرة، أسفرت عن خروج ما يزيد عن 150 ألف مدني منه، اتجهوا إلى مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بينما لا يزال عدد من المدنيين مقيمين في الحي، يعانون نقص مياه الشرب ومخاطر التنقل، وأخطار إرسال أبنائهم إلى المدارس في ظل القصف.

وبالحديث عن مهام المجلس المحلي، قال مسؤول العلاقات العامة، إنّ المجلس يعمل منذ أكثر من سنتين، ويضم اليوم 13 مكتباً تنفيذياً، بينها المكتب الإغاثي، الطبي، القضائي، المخفر، الدفاع المدني، لجنة الإيواء، تقع على عاتقها مهام عدة بينها: فتح الطرقات وإزالة الركام، وفتح مصارف الصرف الصحي، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، ومن أبرز التحديات التي تواجه عمل المجلس نقص الموارد المادية، ونقص الوقود والآليات.

على الصعيد الطبي، هناك مركز طبي أساسي ونقاط تابعة له، تستقبل الجرحى والمرضى، وفيها غرفة عمليات وتقدم العلاج مجاناً، إلا أنها تعاني أيضاً ضعف الإمكانيات رغم جهود الكادر الطبي، على حد تعبير "عجينة".

أما إغاثياً، هناك نقص في الغذاء، وتنتشر أمراض سوء التغذية بين النساء والأطفال خاصة، وأشار "عجينة" أنّ هناك حوالي 700 يتيم يتقاضون رواتب شهرية من المجلس، لكن الأخير يعاني لتوفير هذه المبالغ بشكل دائم، كما أشار أنّ المجلس كان يوزع وجبات غذائية لم يعد قادراً على تأمينها اليوم، جراء الغلاء وارتفاع الأسعار.

وفي مواجهة فصل الشتاء، يبرز نقص المحروقات وارتفاع أسعارها ليصبح المشكلة الرئيسية أمام المدنيين والمجلس المحلي، وفق "عجينة"، الذي قال إنّ سعر كيلو غرام الحطب يبلغ 50 ليرة سورية، وتحتاج كل أسرة إلى ما يقارب 10 – 15 كيلو غراماً يومياً، للطبخ والتدفئة، ما يشكل عبئاً كبيراً على هذه الأسر، ويحرم معظمها من التدفئة، إضافة إلى الأضرار البيئية الكبيرة.

كذلك تبرز مشكلة نقص الخضراوات في الشتاء، وقلة القمح والحبوب، وارتفاع تكلفة زراعتها في ظل الحصار.

ويعمل المجلس المحلي في حي جوبر، مدعوماً من وزارة الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، على مشروع توفير مياه شرب للحي، يمتد عبر الغوطة وصولاً إلى مدينة دوما، ويبدأ تنفيذه قريباً، حسب "عجينة"، إضافة إلى مشروع لدراسة زراعة القمح، بتكلفة تقارب 500 ألف دولار، لا يزال العمل جارياً لتأمينها.

وختم "عجينة" حديثه لـ"سمارت"، بالقول إنّ النظام يحاول كل فترة تقديم عروض هدن، معتبراً أنّ النظام يفعل هذا لاستجماع قوته وتجديد ضرباته، مشيراً إلى عروض قدمت إلى المجلس المحلي عبر وسطاء، إلاّ أنّ المجلس رفضها بشكل "علني ومباشر"، وأضاف: "حصار حي جوبر جزء من حصار الغوطة الشرقية، والحي امتداد استراتيجي لها، لذلك أي طرح للهدنة يجب أن يشمل الغوطة أولاً، وحي جوبر لن يقوم بهدنة بشكل منفرد".

وتابع: "يجب أن نبحث شروط أي هدنة، ولن نقبلها إلاّ إذا كانت في صالح المدنيين المحاصرين، لتخفيف عبء الحصار المفروض عليهم، ولن نسمح بإعطاء الفرصة للنظام لالتقاط أنفاسه".

ترك تعليق

التعليق