الليرة لا ترتفع إلا أمام الروبل...الحليف يعوّم عملته المُترنحة

ارتفعت الليرة السورية أمام الروبل الروسي منذ بداية العام بنسبةٍ تقارب الـ 12 %، في حين تراجعت أمام باقي العملات، ما يشير إلى واقع الاقتصاد الروسي الذي يشهد تدهوراً على وقع ضربات النفط العالمية، وفي مقابل ذلك لجأ البنك المركزي الروسي اليوم إلى اتخاذ قرارٍ بتعويم العملة.

ارتفاع في سعر الصرف يذكرنا بمحاولة العديد من المراقبين والخبراء المقربين من النظام منذ بداية الثورة الترويج لفكرة ربط الليرة السورية بالروبل الروسي بدلاً من الدولار، على اعتبار أن روسيا من الدول الحليفة.

وإلى جانب أن هذه الفكرة ليس لها أساس منطقي يمكن أن تستند عليه من أجل التطبيق، فهناك أسباب أخرى تتعلق بواقع العملة الروسية هذه الأيام، ففي نهاية تداولات الأسبوع الماضي سجل الروبل الروسي أدنى مستوى له مقابل الدولار بعد أن انخفض بنسبة تصل إلى 4% ليسجل 48.619 مقابل الدولار، مادفع البنك المركزي الروسي إلى التدخل لتحسين سعر الإغلاق، حيث استرجع خسائره وأغلق على سعر 46.6.

أما عن الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور في سعر عملة الدب الروسي، فيرجعها مراقبون إلى الانخفاض العالمي لأسعار النفط، وتأثيره على الدول المنتجة ومنها روسيا التي تنتج يومياً 10.464 مليون برميل.

ويعتبر خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه أن انخفاض أسعار البترول ووصوله اليوم إلى 84 دولار للبرميل، يؤثر سلباً على العملة الروسية فانخفاض النفط دولار واحد للبرميل يكلف روسيا سنوياً ما يزيد عن 3.65 مليار دولار، واستمرار النفط في الانخفاض سيعتبر كارثياً بالنسبة لروسيا، ويتوقع الخبير الاقتصادي أن أسعار النفط في طريقها إلى الستين دولار للبرميل، وعندها سيكون الضغط هائل على الاقتصاد الروسي.

لكن هل الانخفاض الحالي لأسعار النفط أمر تلقائي أم مقصود؟، سؤال يجيب عليه الخبير الاقتصادي بالإشارة إلى ما ماحدث سابقاً مع الاتحاد السوفييتي حيث اتبعت أمريكا والدول النفطية السياسة ذاتها للضغط على الاقتصاد الروسي، والآن يتم اتباع هذه السياسة لإجبارها على الخروج من الشرق الأوسط.

وفي ظل هذه المعطيات لجأ البنك المركزي الروسي إلى ما سبق واتبعه النظام السوري من تعويمٍ للعملة، حيث توقف المركزي الروسي عن تثبيت العملة، حيث نقلت قناة روسيا اليوم عن المركزي الروسي قوله: إن سياسة تثبيت سعر صرف الروبل تعتبر بمثابة تبديد غير عقلاني لاحتياطات البلاد من الذهب والعملات الصعبة.

وينتقد المراقبون هذا الإجراء على اعتبار أنه سيساهم في زيادة معدلات التضخم، ويزيد من حالة الركود الاقتصادي، إلا أن العين الروسية من وراء هذا الإجراء معلقة على زيادة أرقام التصدير وفق ما يشير الخبير الاقتصادي، حيث تعتمد روسيا على صادرات النفط والأسلحة والغاز، وذلك نتيجة طبيعية لانخفاض العملة.

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن حماية الاحتياطي من القطع الأجنبي الذي يقارب "400 مليار دولار" التي يتم دفع جزء كبير منها لتثبيت سعر الصرف سيكون مؤقت، لكن آثار التعويم على المدى البعيد ستكون ثقيلة على الاقتصاد الروسي.

وبالعودة إلى واقع الليرة السورية ومقارنتها بسعر صرف الروبل الروسي، ففي بداية العام كانت الليرة تساوي 4.318 روبل، أما اليوم تساوي 3.853 روبل، أي أن الروبل انخفضت أسعاره مقابل الليرة.

ترك تعليق

التعليق