25 مليون شجرة زيتون لا يصلها أصحابها بسبب حواجز النظام.. وموسم الزيت لا يكفي للاستهلاك المحلي

شارفت عمليات قطاف ثمار الزيتون في سوريا على الانتهاء، وتشير المعلومات الأولية التي حصلت عليها "زمان الوصل"، إلى أن موسم هذا العام كان دون الوسط، والإنتاج من زيت الزيتون لا يكفي الاستهلاك المحلي.

وذكر المهندس الزراعي (م-ق) الخبير في تقنيات صناعة زيت الزيتون، أن إنتاج سوريا هذا العام من الزيتون لا يتجاوز (450)ألف طن، بينما كان في العام الماضي أكثر من مليون طن، مشيرا إلى أن الظروف المناخية التي سادت معظم مناطق زراعة شجرة الزيتون، ولا سيما قلة الهطول المطري، الذي لم يتجاوز في أحسن حالاته (35%) من المعدل العام، وقلة ساعات البرودة في المنطقة الساحلية، عن الحدود اللازمة لتحريض البراعم الخضرية إلى براعم ثمرية، ما أدى إلى اتجاه الأشجار نحو النمو الخضري على حساب الأزهار، وبالتالي انخفاض الإنتاج بالمنطقة الساحلية إلى ما دون (10%)، وبالمنطقة الوسطى والشمالية إلى ما دون 40%، وفي المنطقة الجنوبية إلى أقل من (25%).

وردا على سؤال "زمان الوصل"، عن الإنتاج المتوقع من زيت الزيتون، قال خبير تقنيات صناعة زيت الزيتون: الإنتاج المتوقع من زيت الزيتون هو بحدود 110 آلاف طن، وهذه الكمية لا تكفي للاستهلاك المحلي، مشيرا إلى أن سعر صفيحة زيت الزيتون وزن (16 كغ)، يختلف من محافظة سورية إلى أخرى، ففي المنطقة الوسطى تباع صفيحة زيت الزيتون حاليا ما بين 12-14 ألف ليرة سورية، وفي المنطقة الساحلية 15 ألف ليرة سورية، أي بزيادة 4 آلاف ليرة عما بيعت بالموسم السابق.

*100 مليون شجرة

من جانب آخر قدّر أحد المهندسين الزراعيين، عدد أشجار الزيتون المهملة من ثلاث سنوات، والتي لا يستطيع أصحابها الوصول إليها، بسبب عمليات القصف، وحواجز جيش النظام المنتشرة بالقرب من بساتين الزيتون، قدّره بحوالي 25 مليون شجرة زيتون، أي ما يعادل ربع عدد أشجار سوريا الكلي من الزيتون، والذي يقدّر بحوالي 100 مليون شجرة المثمر منها حوالي (82) مليون شجرة. وأشار إلى أن إنتاج هذا العدد الهائل من أشجار الزيتون المهملة، بسبب حواجز النظام، و"الميليشيات" التابعة له، يكفي حاجة ثلث سكان سوريا من زيت الزيتون، وزيتون المائدة، كما أن عملية إعادة تأهيل هذه الأشجار، من عمليات تقليم وري وأسمدة وفلاحة، ستكلف الشعب السوري مليارات الليرات السورية.

*توقف المعاصر
من جانب أخر علمت "زمان الوصل"، أن معظم معاصر الزيتون الحديثة في سوريا، والذي يقدّر عددها بحوالي 800 معصرة آلية، متوقفة عن العمل، أما بسبب عمليات السرقة التي تعرضت لها من قبل شبيحة النظام، أو بسبب عدم توفر التيار الكهربائي، وغلاء المحروقات اللازمة لتشغيل مولدات الطاقة التي تشغّل المعاصر، مما دفع بأصحاب بساتين الزيتون التوجه نحو المعاصر نصف آلية، والتي تعمل على المكبس اليدوي.

يذكر أن سوريا أصبحت في السنوات العشر الماضية، من الدول الخمسة الأولى بالعالم في مجال زراعة شجرة الزيتون المباركة، حيث يتميز زيت الزيتون السوري، بأنه الأجود عالميا، وخاصة الزيت المستخرج من أشجار الزيتون ذات الصنف "الصوراني"، والصنف "الكردي".

ترك تعليق

التعليق