تنقية المياه بالطاقة الشمسية تواجه نقص الطاقة

تعتبر المياه الملوثة مصدراً للعديد من الأمراض التي تختلف خطورتها باختلاف مصدر التلوث، وينقسم التلوث المائي عموماً إلى نوعين، أولهما التلوث الكيميائي، كالتلوث بالنفط ومكوناته والتلوث بالمخلفات الزراعية كالمبيدات الحشرية، أما النوع الثاني فهو التلوث الطبيعي، ويظهر في زيادة نسبة المواد العالقة في الماء أو تغير درجة حرارته، أو زيادة ملوحته، ويعد تلوث المياه العذبة سبباً رئيسياً للوفاة في معظم دول العالم النامي مما يحتم على العاملين في هذا القطاع والمسؤولين عنه التفكير بوسائل آمنة

ورخيصة لتنقيته، وخاصة في ظل أزمة الوقود الناتجة عن الحصار الخانق الذي يمارسه النظام على العديد من المناطق المحررة، وزارة البنية التحتية والزراعة والموارد المائية سعت إلى حل هذه المشكلة من خلال تأمين وحدات تنقية المياه التي تعمل على الطاقة الشمسية، وتزويد المناطق التي تعاني من مشاكل في مياه الشرب بهذه الوحدات.

تنقية متعددة و تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية

ومشروع تنقية المياه باستخدام الطاقة الشمسية هو عبارة عن وحدة معالجة وتنقية متنقلة تعتمد على الأشعة فوق البنفسجية والفلترة على عدة مراحل، للحصول على مياه نقية صالحة للشرب، بحسب المهندس "محمد الأحمد" مسؤول المشروع في وزارة البنية التحتية والزراعة والموارد المائية، الذي أضاف أن الوحدة تنقي حوالي 2000 لتر في الساعة وتعتمد على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة والتشغيل.

ولهذا النوع من المشاريع أهمية كبيرة من الناحيتين البيئية والاقتصادية، فمن الناحية البيئية يندرج المشروع في المرتبة الأولى ضمن قائمة المشاريع الخضراء التي تقلل من الانبعاثات والتي تؤثر بشكل مباشر على البيئة والسكان في المنطقة وفقاً للأحمد، الذي بين أيضاً أن لهذا المشروع أهمية اقتصادية كبيرة حيث يشكل خطوة جديدة نحو ايجاد مصادر بديلة للحد من مشكلة الطاقة والطلب المتزايد عليها، فموضوع الطاقة هو المشكلة الأكبر التي تعاني منها سوريا من حيث التوفر والأسعار والجودة ويشكل تحدياً كبيراً للحكومة المؤقتة بشكل عام.

توفير في تكاليف التشغيل

ويعتبر الحد من التلوث في المخيمات والتجمعات السكنية، ورفع الحالة الصحية من خلال تأمين مياه نقية صالحة للشرب الهدف الأساسي لهذا المشروع، وتتطلع الوزارة من خلاله كما ذكر المسؤول عن المشروع إلى الحد من مشكلة الطاقة المتفاقمة عبر التوفير في الكلف التشغيلية التي تستنفذ القسم الأكبر من اعتمادات الوزارة، ويتم العمل في الوقت الحالي على استهداف المناطق الأكثر ازدحاماً والأكثر احتياجاً، وسيتم تركيب الوحدات الجديدة في مخيمات النزوح في إدلب بحكم أنها تعاني ازدحاماً شديداً وسوء في الخدمات، ويتم حالياً الكشف عن مصادر المياه في المخيمات وإجراء فحوصات عليها لبيان أي التجمعات الأكثر احتياجاً لهذه الوحدات، كما وتعتبر التنقية عبر الطاقة الشمسية تجربة ناجحة في معظم الدول المجاورة وتسعى الوزارة إلى التواصل مع المنظمات والجهات العاملة في هذا المجال لتعميم التجربة في معظم المناطق المحررة للاستفادة منها.

مشاريع رائدة

وحول المشاريع المنفذة في هذا المجال بين لنا أحد المسؤولين في وزارة البنية التحتية والزراعة والموارد المائية أنه ومنذ أن بدأ التزايد على طلب مصادر بديلة للطاقة لتغطية العجز الحاصل، سعت الوزارة إلى تأمين هذه المصادر، حيث أشرفت على تنفيذ مشروع بيوغاز في منطقة حرستا وتسعى لتعميمه على معظم المناطق المحاصرة ، كما دعمت شراء وتركيب مضخات مياه يدوية منزلية في منطقة سقبا المحاصرة، وحالياً تقوم بدراسة نظم الطاقة الشمسية ومدى فاعليتها وتنفيذها في المناطق المحررة ويعتبر تجاوز أزمة الطاقة أولوية لدى الوزارة حيث يشكل توفرها آلية من آليات الصمود في وجه النظام الجائر.

ترك تعليق

التعليق