السّوق إلى "العسكرية" مهمة جديدة لحواجز دمشق وكابوس يلاحق شبانها

لم يعد التجول في العاصمة دمشق آمناً بالنسبة لشبان المدينة حتى غير المطلوبين منهم لأحد الأفرع الأمنية التابعة للنظام، فالحواجز العسكرية المنتشرة في أرجاء العاصمة باتت تسوق الشبان عشوائياً للخدمة الإلزامية من أجل دفعهم للقتال إلى جانب صفوف قوات النظام قصراً، دون الاكتراث بأوراقهم الثبوتية التي تعفي بعضهم من أداء هذه الخدمة.

"بات الشغل الشاغل للحواجز المنتشرة في العاصمة هو التأكد من مواليد الشبان، وملاحقة المتخلفين منهم"، بهذه الكلمات وصف الشاب (أ.د) الحال في دمشق اليوم، مشيراً إلى أن التنقل داخلها بات مخيفاً بالنسبة للذكور حتى سيراً على الأقدام، فعناصر الحواجز لا تتردد في توقيف أي شاب وسوقه للخدمة الاحتياطية للقتال مع النظام حتى دون إخبار ذويه.

وتابع المصدر: "إنّ قوات النظام أنشأت أيضاً حواجز طيارة داخل المدينة تغير أماكن تمركزها بين الحين والآخر، ومهمتها سحب الشباب فقط للجيش"، لافتاً إلى أنه تم إنشاء حاجز جديد في شارع الثورة من أجل هذه المهمة.

في حين روى شاب فضّل عدم ذكر اسمه، أن القوات الأمنية سحبت مؤخراً من أمام أحد الجوامع في منطقة "الزاهرة"، بعد صلاة الجمعة، كل الشبان، واقتادتهم إلى الأفرع الأمنية حيث اعتقلت المطلوبين منهم، فيما تم سحب الآخرين إلى خدمة العلم إجبارياً.

وبيّن ناشط مدني معارض من دمشق، أن هناك تذمراً من قبل أهالي المدينة بالنسبة لإجراءات النظام الخاصة بسحب أبنائهم قصراً للقتال في صفوفه، مشيراً إلى أنَّ الأسر السورية بشكل عام، حتى الموالية منها للنظام، باتت ترفض اليوم زج أبنائها في حرب يعلمون أن جنود الجيش النظامي هم الخاسرون فيها، على اعتبار أنَّ المعارك السابقة مع قوات المعارضة أو مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، كان النظام يترك فيها الجنود كوقود حرب وذلك للتباكي عليهم أمام الرأي العام.

وتابع المصدر أنه غالباً ما يفرز النظام أولئك الشبان إلى مناطق بعيدة ونائية للقتال دون أن يقدم لهم أي دعم عسكري لازم، أو حتى أسلحة كافية، فهناك حالات يروي أصحابها أنها تركت بدون طعام وذخيرة، لأشهر، مشيراً إلى أن ذلك يوضح مقدار تجاهل النظام لحال المقاتلين في صفوفه، وهو ما بات يخيف الأهالي الذين باتوا يسعون لتهريب أبنائهم خارج البلاد خوفاً من الخدمة الإلزامية.

ولفت الناشط إلى أن التسريح من الجيش بات حلماً بعيد المنال بالنسبة للمجندين اليوم، فمنذ بداية الثورة السورية احتفظ النظام بمن انتهى من أداء خدمته لأجل غير مسمى بل وبات يسوق آخرين للخدمة في صفوف الاحتياط.

 

 

ترك تعليق

التعليق