"طريق الجزائر–ليبيا": مراحل وتكاليف الهجرة إلى أوروبا

من الطرق الشائعة للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، والتي يعتمدها الكثير من السوريين، هي تلك التي تنطلق من دمشق، مروراً بمطار بيروت، ومن ثم الجزائر، فليبيا، فإيطاليا، انتهاءً بإحدى دول أوروبا الغربية، حيث يتم اللجوء.

"اقتصاد" تابعت حديثها مع مصدرٍ واسع الاطلاع على أساليب وطرق تهريب المهاجرين إلى أوروبا، وتكاليف ومزايا وسلبيات كل طريقة.

وفصّل المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، مراحل وتكاليف الهجرة غير الشرعية عبر الجزائر.

وسنورد فيما يلي مراحل وتكاليف الرحلة عبر الجزائر، دون إيراد التفاصيل والصعوبات التي غالباً ما تعترض المهاجرين، لنترك الحديث في التفاصيل إلى تقرير آخر، مع الإشارة إلى أن ما سيأتي هي الحدود الدنيا من التكاليف، التي عادةً ما تكون أعلى من ذلك، إذا ما طرأ حدثٌ أثر سلباً على مسار الرحلة، وهو ما يحدث في الغالب.

بداية الرحلة يكون بالحجز على الخطوط الجوية الجزائرية، وترتيب حجز فندقي "وهمي" في الجزائر لمدة 15 يوماً، من إحدى مكاتب السفريات التي تعمل في هذا المجال بدمشق.

وتشترط الجزائر على السوريين الراغبين بدخولها أن يحملوا معهم حجزاً فندقياً فيها، إلى جانب حمل مبلغ 4000 دولار أمريكي، كحد أدنى، يتم التحقق منهم من جانب أحد موظفي شركة الخطوط الجوية الجزائرية.

تذكرة السفر إلى الجزائر ذهاب وإياب بـ 600 دولار وسطياً. وتُقدّر تكلفة الإقامة في الجزائر، يومياً، بـ 75 دولار، مبيت وطعام.

وأوضح المصدر لـ"اقتصاد" أن المهاجرين لا يقضون فعلياً 15 يوماً في الجزائر العاصمة، ويكونون، غالباً، قد نسقوا مع أحد شبكات التهريب، عبر صفحات "فيسبوكية" متخصصة بذلك.

ويتكلف المهاجر حوالي 50 دولار مواصلات من الجزائر العاصمة إلى منطقة "وادي سوف" شرق الجزائر، ومن هناك ينتقلون بـ"بولمانات" إلى منطقة الحدود مع ليبيا، ويبيتون ليلة في "فندق نوس"، ويكلف ذلك حوالي 90 دولار للفرد.

ومن هناك يتجاوزون الحدود البرية مع ليبيا، ليلاً، مشياً على الأقدام، وفي ظروف صعبة في الغالب، وذلك بتكلفة 300 دولار للفرد.

ومن ثم تأتي مرحلة الانتقال براً من نقطة العبور قرب الحدود الليبية الجزائرية إلى منطقة "زوارة" قرب ساحل المتوسط، وتكلف هذه المرحلة حوالي 400 دولار للفرد.

ومن ثم، في زوارة، تنطلق رحلات القوارب التي تكتظ بالمهاجرين، بتكلفة تتراوح بين 800 –1200 دولار للشخص.

تتحرك القوارب المكتظة بالمهاجرين إلى نقطة بحرية معينة بانتظار البارجة الإيطالية المسؤولة عن عمليات الإنقاذ، ومعظم الأحيان تكون هذه القوارب متهالكة، وتمتلئ بأعداد أكبر بكثير مما تحتمل، وتكون هذه المرحلة من أخطر مراحل الرحلة، إذ تكثر حالات انقلاب القوارب، أو غرقها.

ولا تستطيع أية سفينة أن تلتقط المهاجرين، إلا في حالات الإنقاذ النادرة، وإلا اتُهمت بالمشاركة في عمليات التهريب وتم تغريمها بغرامات كبيرة. وعلى أية سفينة تشارك في نقل مهاجرين أن تحصل على تصاريح من الصليب الأحمر، وأن تنتظر خفر السواحل ليأتوا ويُفرغوها من المهاجرين.

حالما تنتشلهم البارجة الإيطالية المخصصة وتنقلهم إلى السواحل الإيطالية، يتم إيداعهم بـ "كامب –مخيم" مخصص للاجئين، حيث تكون فرصة الهرب متاحة لهم، قصداً، من جانب السلطات الإيطالية، لتجنب الاضطرار إلى تبصيمهم، وبالتالي منحهم اللجوء في إيطاليا.

يفر المهاجرون من المخيم، بتواطؤ مع السلطات الإيطالية. وتكلف رحلاتهم المحتملة بالقطارات من إيطاليا عبر عدد من الدول الأوروبية وصولاً إلى السويد أو هولندا، ما بين 300 –600 دولار. وقد يتم الاتفاق مع أحد المهربين المتواجدين في إيطاليا لمساعدة المهاجرين في هذه المهمة بتكلفة تصل إلى 600 دولار للشخص.

وتعتزم "اقتصاد" استعراض تفاصيل رحلة الهجرة عبر الجزائر، في تقرير آخر سيروي فيه أحد المهاجرين تفاصيل تجربته للإفادة.

ترك تعليق

التعليق