بعد فضائح عكست إهماله مقاتلين في صفوفه.. النظام يحجز 50% من شواغر الوظائف لأقاربهم

خصصت حكومة النظام مؤخراً 50% من وظائف الدولة الشاغرة، لذوي القتلى والمصابين من المقاتلين في صفوف نظام الأسد، وهي بادرة لم تكن غريبة على اعتبار أن نظام الأسد لطالما حاول تبييض صفحته أمام ذويهم وأبنائهم، حتى ولو إعلامياً.

يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه أعداد القتلى بين قوات النظام وتتحول إلى فضائح تعكس إهماله وتجاهله لاحتياجات من يموتون فداءً لبقاء بشار الأسد في السلطة.

ولفت مضر الشامي وهو ناشط إعلامي من مدينة دمشق أن هذه الأعطية ليست الأولى، حيث إنه سمح لأبناء جنوده وشبيحته من مرتزقة "الدفاع الوطني" بالدخول إلى الجامعات بمعدلات قليلة مقارنة مع غيرهم من الطلاب، مرجحاً بأن يكون القرار الأخير بهدف جذب المزيد من الشبان للقتال في صفوفه علّهم يستطيعون تأمين قوت أبنائهم أو عائلاتهم من خلال وظيفة حكومية في ظروف اقتصادية صعبة تعصف بالأسر السورية.

إلا أنَّ ناشطاَ إعلامياً آخر، فضّل عدم الكشف عن اسمه، وجد بأنَّ القرار ليس سوى "بريستيج إعلامي" يتقنه النظام، على اعتبار أنه لطالما أهمل ذوي القتلى والمصابين في صفوفه، لافتاً إلى أن القصص التي تروي ذلك باتت كثيرة، فهناك المئات ممن فقدوا أطرافهم وأصيبوا بعاهات دائمة في الحرب، يعيشون اليوم في فقر مدقع وأوضاع مأساوية، دون أن تبادر أيه جهة رسمية أو خاصة تابعة للنظام بمد يد العون إليهم.

وتابع الناشط: إن شهادات عديدة من ذوي القتلى إنما تتحدث عن إغراق النظام لهم بسلسلة طويلة من البيرقراطية من أجل تزويدهم بمخصصات من المفترض أنها من حقهم كرواتب أو مساعدات غذائية.

ويقتصر دعم النظام لأسر قتلاه، حسب ما بيَّن الناشط، على احتفالات التكريم والكلمات الخطابية والوعود التي يطلقها مسؤولوه التي لا تسمن ولا تغني من جوع، على أرض الواقع، وهو مادفع الأسر في سوريا للسعي بشتى الوسائل من أجل تهريب أبنائها لحمايتهم من الالتحاق بصفوف القتال إلى جانب قوات الأسد، حيث اكتشفوا بأنهم ليسوا سوى وقود في حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل.

ترك تعليق

التعليق