داود أوغلو: لابد من تأسيس مناطق آمنة بسوريا لتستوعب أية موجات جديدة من اللاجئين

طالب رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"؛ بتأسيس "مناطق آمنة داخل الأاراضي السورية، لتستوعب أي موجة جديدة من اللاجئين السوريين قد تحدث، حتى لا تتعرض تركيا وحدها لتلك الموجة"، موضحا أن الموقف التركي بخصوص القضية السورية يتمثل في "ضرورة تبني نهج يعطي الأمل لكل السوريين دون إقصاء لأحد، واتخاذ مواقف موحدة ضد النظام السوري وداعش على حد سواء، وعدم التمييز في مسألة جرائم الحرب، والممارسات غير الإنسانية".

جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها، رئيس الحكومة التركية، مساء اليوم الجمعة، عقب وصوله مطار "أتاتورك" الدولي بمدينة اسطنبول، قادما من العراق، بعد انتهاء زيارته الرسيمة لها، والتي استغرقت يومين؛ حيث أجرى خلالهما مباحثات رسمية مع عدد من المسؤولين في الحكومة المركزية بالعاصمة بغداد، وحكومة إقليم شمال العراق.

وفي رد منه على سؤال متعلق بزيارة "جون بايدن" الحالية لتركيا، قال رئيس الوزراء: " تركيا والولايات المتحدة، يتشاوران معا كحليفين وصديقين بشأن كافة التطورات التي تجري في المنطقة، وفي أنحاء متفرقة من العالم "، لافتا إلى أنهم يجرون منذ نحو 3 سنوات تشاورات مختلفة في كافة مراحل الأزمة السورية، وأن حجم تلك المشاورات ازداد كثافة؛ بعد شن تنظيم "داعش" الإرهابي" هجماته على مدينة الموصل، في وقت سابق، بحسب قوله.

وأشار "داود أوغلو" إلى أن رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان"، كان قد التقى نظيره الأمريكي "باراك أوباما"؛ على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" الأخيرة، ونقل له وجهة النظر التركية، بخصوص الأزمة السورية، وأنه (أي داود أوغلو) قد التقى الاسبوع الماضي؛ الرئيس الأمريكي أيضا في قمة مجموعة العشرين، ولخص له موقف تركيا في الشأن ذاته.

واستطرد قائلا: " نهجنا واضح ومعلوم، نحن نرى أن هناك ضرورة لتطوير استراتيجية أكثر شمولية؛ تضمن استقرار دائم في منطقة الشرق الأوسط، وتحتضن المنطقة بأكملها، بدلا من الاستراتيجيات المؤقتة غير الفعالة التي يتم طرحها "، مضيفا: " عندما تعيّن علينا تقديم المساعدة في (كوباني - عين العرب)؛ قمنا بذلك فعليا، وسنواصل دعمنا، وتقديم جهودنا أيضا لدعم استقرار المنطقة الكردية ".

وأضاف: "وكان لابد من مواجهة (داعش)، وتركيا هى أكثر من قدم إسهامات في هذا الشأن، ولازالت تقدم. لكن النقطة التي تزعجنا هى ازدواجية المعايير خلال تناول كل هذه الأمور، لا سيما فيما يتعلق بممارسات النظام السوري، إذ يواصل في خضم كل الأحداث الراهنة تدميره لمدينة حلب؛ ولا أحد يتكلم، فهذا من وجهة نظرنا لا يمكن أن يؤدي إلى استقرار دائم في سوريا".

وأكد أن الشيء الوحيد الذي تريده تركيا يتمثل في " نشأة هيكل سياسي جديد يشارك فيه الجميع، ويمثل كافة السوريين "، مشيرا إلى أنه " ليس المهم من سيأتي على رأس هيكل كهذا، ولكن الأهم هو قبول المبدأ ".

واستعرض رئيس الوزراء التركي، زيارته الأخيرة للعراق، لافتا إلى أنها الزيارة الرسمية الأولى التي يجريها بصفته رئيسا للوزراء، موضحا أنه قام بمباحثات إيجابية مع المسؤولين في كل من بغداد وأربيل.

ترك تعليق

التعليق