أحمد دعدوش في تعقيب لـ "اقتصاد": أدعو الجميع إلى قراءة كتاب "من أجل صهيون" على الأقل

عقّب الإعلامي والكاتب السوري، أحمد دعدوش، على الجزئين الثاني والثالث من السلسلة التي نشرتها "اقتصاد" بعنوان "حكومة العالم الخفية وخراب دمشق....ما بين الأسطورة والحقيقة".

وكان دعدوش ضيف الجزء الأول من السلسلة، فيما حاورنا في الجزئين الثاني والثالث، النائب الألماني السابق من أصل سوري، جمال قارصلي، ورجل الأعمال السوري فراس طلاس.

وتمحور تعقيب دعدوش حول التأكيد على الخلفية التاريخية القديمة لحكومة العالم الخفية، وجذورها اليهودية، والضرورة المُلحة لإدراك وجودها بغية استيعاب ما تحيكه لمنطقتنا من مخططات، ومنها بلدنا سوريا.

وانتقد دعدوش ردود فعل المعارضين لنظريات "حكومة العالم الخفية" الذين رفض بعضهم حتى مجرد التعليق عليها أثناء محاولة "اقتصاد" للجدل معهم، ووصف أحد هؤلاء المعارضين النظريات المذكورة بـ"الهراء".

وقال دعدوش لـ "اقتصاد": "موقف المعارضين كان أكبر دليل على صحة ما ذكرتُه في البداية، فهم يطلقون على ما نطرحه اسم "نظرية" ثم يتعاملون معها على أنها "هراء"، ولو كانوا ملتزمين بالعقلانية والمنهج العلمي لناقشوا أدلة تلك "النظرية"، بدلا من التضليل الدوغمائي بتسخيف الرأي الآخر والتخويف من "فكر المؤامرة" ونتائجه، ثم التهرب!".

واستطرد دعدوش: "نحن قدمنا ما يسمح به المقام من أدلة وذكرنا المصادر، وسبق أن نشرتُ قائمة بالمراجع مازالت ضمن ملاحظات صفحتي على "فيسبوك"، وأتبعتها بطرح كتيب صغير عن المغالطات المنطقية التي لاتزال العمود الفقري لمناقشات المنكرين المتهربين، وعلى رأسها مغالطة الاحتكام للنتيجة. ونحن ننقل عن مصادر عدة أحداث تاريخية لا يُستبعد أنها حدثت، ثم نستنتج منها "نظريات" لتفسير مسار التاريخ وللتنبؤ بسيناريوهات المستقبل، لكن هناك من لا يريد أن يقرأ ثم يستمر في مطالبة الآخرين بإثبات نظرياتهم التي يعتبرها مسبقا مجرد هراء".

وأضاف: "من الواضح في كل ما أتابعه من مناقشات في هذه القضية أن المخالف يعتبر نفسه قادرا على اتخاذ قرار فيها دون أن يعتقد أنه مطالب بالاطلاع، فمع أنه قد لا يجرؤ على التدخل في أي مجال علمي آخر دون تخصص فهو لا يجد في مجال السياسة ما يستلزم ذلك، ويعتقد أن كونه مثقفا ومطلعا على ما يتم تداوله في أدبيات السياسة التقليدية كافيا للحكم على ما لا يعرفه بأنه هراء، فإذا كان يقر مسبقا –ونحن نوافقه- بأنه من الصعب إثبات عدم الفعل وأن المطلوب هو إثبات وقوعه؛ فما هو الدليل في المقابل على أن كل ما يتناقله الإعلام والمؤرخون المعاصرون عن أحداث القرون الثلاثة الأخيرة هو الذي حدث بالفعل؟ ولماذا لا نصدق هؤلاء عندما يزورون تاريخ فلسطين لزرع الكيان الصهيوني على "أرض بلا شعب" ثم نصدقهم في كل رواياتهم الأخرى ونعتبرها العلم الذي يستحق الاحترام؟".

واتفق دعدوش مع ضيفي الجزئين الثاني والثالث في بعض النقاط، لكنه عارضهما في نقاط أخرى خاصة قضية دور "المحافل الماسونية" العالمية في إطار استراتيجيات "حكومة العالم الخفية"، مؤكداً الجذور التاريخية لفكرة هذه "الحكومة" والدور اليهودي فيها.

وعلّق دعدوش على مداخلة جمال قارصلي بالقول: "أوافق الأستاذ المناضل جمال قارصلي في معظم تفاصيل مداخلته، وأضيف أن اجتماع برشلونة 2010 هو اجتماع لمجموعة تسمى "بيلدربرغ"، وهي تضم 300 شخصية عالمية يجتمعون سنويا بفندق معزول لمناقشة تسيير شؤون العالم".

واستطرد: "في المقابل، أختلف معه في أن الماسونية هي من أقل المجموعات السرية خطراً في العالم بحجة أن جزءاً كبيراً من نشاطاتها بات مكشوفاً، وأرى أن المكشوف ليس سوى طقوس يُسمح بها للتغطية على المستور الذي لا يعلمه سوى النخبة، وهو أسرار سُربت لنا عن طريق المنشقين".

وأضاف: "ما تعرض له قارصلي من اضطهاد صهيوني في ألمانيا (التي كانت قبل بضع عقود معقل النازية) يكفي لفهم أبعاد المؤامرة اليهودية وحجمها وقوتها، فبمجرد انتقاده لمجزرة جنين كُتب عنه في الإعلام الألماني خلال مدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر مالا يقل عن 80 ألف مقال!".

وكان حجم الخلاف مع مداخلة فراس طلاس أكبر، فقد علّق دعدوش عليها بالشكل التالي: "أما تعليقات السيد فراس طلاس فأرى أنه ينطبق عليها وصف الاختصار المخل، فلا هو قدم رأيا واضحا بما يكفي في العديد من الأسئلة ولا أعطى الأدلة التي تؤيد آراءه".

وأضاف: "أوافقه على أن المجموعات العائلية الاقتصادية بدأ تأثيرها على الاقتصاد العالمي بالظهور في القرن الرابع عشر ولكن هذا لا ينفي أن ثمة خطة يهودية كانت تترصد الفرص للسيطرة قبل ذلك. وجوهر المؤامرة التي أتحدث عنها ينطلق مسبقا من رؤية بعيدة الأمد، وذلك قبل القرن التاسع عشر بكثير، فالجديد في هذا العصر هو تعقد العلوم ومأسستها (في مراكز بحثية) وليس طريقة التفكير والتخطيط".

وأكد دعدوش، حسب وجهة نظره، أن "محافل الماسونية" حول العالم تخدم طرفاً واحداً رغم اختلاف طرائقها: "الأدبيات الماسونية المنشورة للعلن تحرص على الفصل بين البنائين الأحرار والخلفية اليهودية بتاريخها الممتد إلى تحريف التوراة وظهور التلمود أثناء السبي البابلي، ومادامت هناك مؤامرة، فكيف لنا أن نصدق ما يقوله المتآمرون عن أنفسهم؟ نعم هناك محافل تختلف بطقوسها ودرجاتها ولكن التحقيق يؤدي إلى أنها تتصل في النهاية بقمة الهرم نفسها وبوحدة الهدف النهائي".

وختم الإعلامي السوري بطلبٍ لجميع السوريين أن يقرأوا كتاباً أشار إلى تبني نشطاء وتنظيمات أمريكية فاعلة لنبوءة متعلقة بتدمير دمشق كمقدمة لتعزيز حكم "إسرائيل": "أدعو الجميع مجددا إلى قراءة كتاب "من أجل صهيون" على الأقل، فحتى لو لم يقتنع السوريون بكل ما نسرده من أحداث وما ينتج عنها من تفسيرات، فلا عذر لهم في تجاهل ما يوثقه الكتاب من آلاف المواقع والمؤلفات التي ظهرت في الغرب خلال العقد الأخير والتي تنتظر دمار بلدهم لإقامة مملكة صهيون، ولم يحدث في التاريخ أن انتصر أحد في معركة على عدو يجهله، بل ويصر على أن مخططات العدو مجرد "هراء" لا تستحق المناقشة!".

وكانت "اقتصاد" نشرت سلسلة بعنوان "حكومة العالم الخفية وخراب دمشق....ما بين الأسطورة والحقيقة"، في ثلاثة أجزاء منفصلة، حاورت في كل منها شخصية ناشطة في أحد حقول الإعلام والسياسة والاقتصاد.

وكان أحمد دعدوش، ضيف الجزء الأول، وهو إعلامي وكاتب سوري يحمل دبلوم دراسات عليا في العلاقات الدولية، ومجاز في العقيدة والفلسفة. فيما كان جمال قارصلي، ضيف الجزء الثاني، وهو نائب ألماني سابق، من أصل سوري، وأحد النشطاء في الحراك السياسي الموالي للثورة في بلدان الاغتراب، وأحد نشطاء "تجمع قرطبة". وكان فراس طلاس، ضيف الجزء الثالث، وهو رجل أعمال وناشط في الحراك السياسي الموالي للثورة أيضاً، أعلن انشقاقه عن نظام الأسد في بدايات الحراك الثوري، وغادر الأراضي السورية منذ ذلك الحين.

واتفق الضيوف الثلاثة على وجود "حكومة خفية" للعالم، تضم سلالات عائلية تتحكم بمعظم مفاصل الاقتصاد العالمي منذ قرون، لكنهم اختلفوا في التفاصيل.

وتحتفظ "اقتصاد" لجميع ضيوفها ومحاوريها بحق التعقيب والجدل على صفحاتها.

روابط أجزاء السلسلة:

حكومة العالم الخفية وخراب دمشق....ما بين الأسطورة والحقيقة (1-3)

حكومة العالم الخفية وخراب دمشق....ما بين الأسطورة والحقيقة (2-3)

حكومة العالم الخفية وخراب دمشق....ما بين الأسطورة والحقيقة (3-3)


ترك تعليق

التعليق

  • مقال جيد و مستوى راقي للموقع... أتمنى لكم المحافظة على مستوى موقعكم و الرقي أكثر و أكثر حتى الوصول إلى كل سوري مغترب و داخل سوريا م. محمد