هبوط حاد لبورصات الخليج مع تراجع النفط ودبي تهوي 7.4%

تراجعت أسواق الأسهم الخليجية يوم الخميس مع انتشار التهافت على البيع في أنحاء المنطقة بعد هبوط النفط لمستوى منخفض قياسي جديد في خمس سنوات وهوى مؤشر دبي 7.4 بالمئة ليتكبد أكبر خسارة يومية له في ست سنوات.

وهبط سعر خام النفط القياسي العالمي برنت أمس الأول إلى 63.56 دولار للبرميل بعد تصريحات لوزير البترول السعودي أشارت ضمنا مرة أخرى إلى أن المملكة لن تخفض الانتاج لدعم الأسعار. وارتفع السعر قليلا في أوائل تعاملات يوم الخميس لكنه كان لا يزال دون 65 دولارا للبرميل عندما أغلقت أغلب أسواق المنطقة.

ونزل مؤشر دبي إلى 3595 نقطة ليكسر مستوى دعم فني كبيرا عند 3731 نقطة -أدنى مستوى له منذ يوليو تمو - وسجل أدنى مستوى له منذ يناير كانون الثاني. ولا يوجد مستوى دعم فني كبير قرب هذا الحد.

ويعتقد كثير من الخبراء ومديري الصناديق أن هبوط سعر النفط لن يضر اقتصادات الخليج الكبرى كثيرا لأن الحكومات كونت احتياطيات مالية كبيرة يمكن استخدامها لمواصلة الإنفاق بمستويات مرتفعة لسنوات طويلة حتى إذا شهدت ميزانياتها عجزا.

وعلى النقيض مما حدث خلال انهيار الأسواق الخليجية في عام 2008 لا توجد علامات تذكر على ضغوط على النظام المالي بوجه عام.

ولا تزال تكلفة تأمين الديون من العجز عن السداد منخفضة ولم ترتفع عوائد السندات ولا تشير التعاملات الآجلة إلى ضغوط خطيرة على ارتباط عملات المنطقة بالدولار. ولا تتراجع أسواق العقارات في دبي وغيرها من المناطق كما أن البنوك في وضع جيد في أرجاء المنطقة.

وبرغم ذلك فإن الانخفاض المفاجئ في أسعار النفط يدفع المستثمرين الأفراد الذين يهيمنون على البورصات المحلية إلى بيع الأسهم في محاولة للحفاظ على الأرباح.

وفي دبي تفاقم البيع بعمليات الشراء بالهامش والحاجة إلى جمع أموال لسداد القروض المصرفية التي اقترضت لشراء أسهم في طريقها للصعود.

وقال شاكيل ساروار رئيس إدارة الأصول لدى بنك سيكو الاستثماري في البحرين "ما نراه هو تهافت على البيع.. المستثمرون يبيعون كل ما يستطيعون بيعه بغض النظر عن التقييمات."

وأضاف "لا أرى أي سبب لوقف هذا (الاتجاه) ما لم تنته حالة الغموض التي تكتنف أسعار النفط."

وهوى أكثر سهمين في دبي تداولا إعمار العقارية وأرابتك القابضة 9.1 بالمئة و7.8 بالمئة على الترتيب وتكبدت جميع القطاعات خسائر كبيرة.

كانت مكاسب السوق منذ بداية العام قد بلغت 59.5 بالمئة في السادس من مايو ايار لكنها تقلصت حاليا إلى 6.7 بالمئة. وخسرت السوق 28.3 مليار دولار من قيمتها في نفس الفترة باستبعاد الأسهم المدرجة حديثا.

وتراجع مؤشر أبوظبي الرئيسي 4.7 بالمئة يوم الخميس أسوأ أداء يومي له في خمس سنوات في ظل موجة بيع عالمية واسعة.
وهيمن سهم الدار العقارية على التعاملات وهوى بالحد الأقصى المسموح به في يوم واحد عشرة بالمئة.

ومن غير المتوقع أن تتدخل الهيئات التنظيمية أو السلطات في الإمارات وغيرها من الدول لمحاولة وقف تراجع الأسعار نظرا لأنها دأبت على الرد ببطء على الأحداث كما أن كثيرا من الأسهم مقومة بأسعار مرتفعة عند أعلى مستوياتها.

والإستثناء المحتمل هو الكويت التي استخدمت في الماضي صندوقا حكوميا لدعم الشركات القيادية بالسوق خلال موجات هبوط حاد لها.

ومنيت أسواق خليجية أخرى بخسائر كبيرة أيضا يوم الخميس حيث انخفض المؤشر القطري 4.3 بالمئة وخسر المؤشر العماني 4.2 بالمئة إلى 5808 نقاط أدنى مستوى له منذ فبراير شباط 2013.

وعمان والبحرين هما الأكثر تعرضا لمخاطر انخفاض أسعار النفط بين دول الخليج نظرا للضعف النسبي لمالياتهما العامة.
وأعلنت حكومة مسقط بالفعل خططا لخفض دعم الغاز للمستهلكين الصناعيين بهدف تدبير أموال.

وهوى سهم الشركة الخليجية لخدمات الاستثمار -التي تهتم بقطاع الضيافة- بالحد الأقصى اليومي المسموح به 10 بالمئة ليواصل خسائره بعدما صوت مجلس الشورى العماني لصالح حظر الخمور في خطوة قد تؤدي إذا أقرتها الحكومة إلى إلحاق ضرر بقطاع السياحة.

وعوض المؤشر السعودي -الذي يغلق بعد المؤشرات الخليجية الأخرى- أغلب خسائره خلال التعاملات مع تعافي النفط لفترة وجيزة إلى 65 دولارا للبرميل. وأنهى المؤشر الجلسة منخفضا 0.2 بالمئة.

كان المؤشر السعودي قد خسر 2.5 بالمئة في الجلسة السابقة ومحا جميع مكاسبه التي حققها منذ بداية العام وحتى الآن.
في الوقت نفسه هبط المؤشر المصري 2.2 بالمئة في استجابة للأجواء القاتمة في الخليج.

وقال ألين سانديب مدير الأبحاث لدى نعيم للسمسرة في القاهرة "الأجواء القاتمة جراء هبوط أسعار النفط تضر بالمعنويات في الخليج وتتسرب إلى مصر."

وبرغم أن مصر باعتبارها مستوردا للنفط تستفيد من انخفاض أسعار الطاقة فهي تعتمد أيضا على المساعدات المالية والاستثمارات من الخليج ويخشى بعض المستثمرين المصريين أن يتقلص هذا مع انخفاض سعر الخام.

وفيما يلي إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم في الشرق الأوسط:

دبي.. انخفض المؤشر 7.4 في المئة إلى 3595 نقطة.

أبوظبي.. هبط المؤشر 4.7 في المئة إلى 4368 نقطة.

السعودية.. تراجع المؤشر 0.2 في المئة إلى 8394 نقطة.

مصر.. هبط المؤشر 2.2 في المئة إلى 9197 نقطة.

قطر.. نزل المؤشر 4.3 في المئة إلى 11805 نقاط.

سلطنة عمان.. انخفض المؤشر 4.2 في المئة إلى 5808 نقاط.

الكويت.. هبط المؤشر 1.5 في المئة إلى 6464 نقطة.

البحرين.. هبط المؤشر 0.9 في المئة إلى 1391 نقطة.

ترك تعليق

التعليق