مهرجان للمأكولات يبعد بضعة كيلو مترات عن جوعى المناطق المحاصرة

بينما جيرانهم الذين لا يبعدون عنهم سوى بضعة كيلومترات يعيشون حصاراً وتجويعاً منذ أكثر من سنتين.. هم يقومون بافتتاح مهرجان للمأكولات يضم أنوعاً وأصنافاً يمكن أن تطعم الآلاف حتى التخمة، ضاربين عرض الحائط ما يعانيه الجيران لا بل سوريا بأكملها.

ففي إطار التعايش بين أفراد المجتمع وضمن حملة (سوريا بخير) التي لا يكف النظام وشبيحته عن الترويج لها منذ بدء الثورة السورية، افتتحت وزارة السياحة في حكومة النظام مهرجانا للمأكولات الشامية في أحد فنادق العاصمة، وذلك بهدف الترويج للسياحة الداخلية حسب ما بيَّن وزير السياحة خلال افتتاح المهرجان.

وقد لاقى هذا المهرجان انتقاداً كبيراً على صفحات التواصل الاجتماعي، التي قارنت بين ما يعانيه أهل غوطة دمشق من حملة تجويع شرسة وقصف مستمر يودي بحياة العشرات من المدنيين يومياً، وبين ما يقوم به النظام من فعاليات البذخ في مدينة دمشق.

وفي هذا الإطار ذكّر ناشط ميداني، فضل عدم الكشف عن اسمه، بأن هناك حوالي المليون مدنياً يقطنون في مدن وبلدان الغوطة الشرقية بريف دمشق بينهم 200 ألف طفل يعانون من الحصار والتجويع الذي تطبقه حواجز النظام على مداخل الغوطة، وتمنع إدخال الطعام والدواء ومستلزمات الحياة البسيطة.

كما لفت الناشط إلى معاناة مخيم اليرموك في مدينة دمشق أيضاً، والذي مات فيه المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء، جوعاً جراء حرمان سكانه من الطعام على مدار أشهر متتالية، حيث لازال أهل المخيم يعانون إلى اليوم الأمرّين في سبيل الحصول على القليل من المعونات الغذائية التي تدخل شحيحة، بالإضافة إلى ما يمارسه شبيحة النظام من تنكيل بالمواطنين قبل إعطائهم تلك المساعدات.

ولم يستغرب الناشط من مهرجان المأكولات الذي نظمه النظام في دمشق، على اعتبار أنه حاول على مدار الثلاث سنوات الماضية أن يعزل دمشق، بقوة السلاح من خلال حواجزه التي فصلت منذ بداية الثور العاصمة عن أريافها، أو من خلال العمل على تنظيم فعاليات اعتيادية داخل المدينة، وكأن الطيران والمدفعية لا تقصف جاراتها في الغوطتنين الغربية والشرقية.

ويقام مهرجان المأكولات بالتشارك بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، حسب وزير السياحية الذي بين بأن افتتاحه إنما جاء على اعتبار أن المأكولات جزء من مقومات السياحة السورية، وبالتالي لابد من التذكير بالطعام السوري بمختلف أصنافه.

ترك تعليق

التعليق