في سابقة من نوعها في تاريخ الزعماء العرب: المرزوقي يتنازل عن الهدايا الشخصية في عهده لصالح "الدولة التونسية"

قد تكون السابقة الأولى من نوعها في التاريخ المعاصر للزعماء والحكام العرب، أن يتنازل حاكم، بملئ إرادته، عن الهدايا الشخصية التي مُنحت له، ولعائلته، في عهد حكمه، لصالح شعبه.

ففي يوم أمس الثلاثاء، وقّع الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، كتاباً تخلى بموجبه عن كل الهدايا الثمينة الشخصية التي تلقاها من نظرائه، خلال فترة حكمه لتونس.

وتضمنت قائمة الهدايا سيوفاً مرصعة بالأحجار الثمينة، وتُحفاً، وهدايا أخرى، تلقاها المرزوقي من رؤساء وملوك دول عربية وأجنبية أثناء زياراته لبلدانهم أو استقباله لوفودٍ منهم، خلال فترة حكمه.

وفي الكتاب الذي وجهه المرزوقي إلى "كاتب الدولة لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بأملاك الدولة والشؤون العقارية"، أشار الرئيس التونسي السابق إلى أن الهدايا هي عبارة عن منقولات من مختلف الأنواع، أُهديت له شخصياً أو لأفراد عائلته.

وأضاف: "...اعترافاً مني بفضل هذا الشعب العظيم الذي منحني شرف تولي مهمة رئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية التي شهدت خصوصاً إرساء دستور تونس الجديد، فإني أتنازل عن جميع المنقولات الواردة في القائمة الجاري ضبطها حالياً بالتنسيق مع مصالحكم والتي سيتم توجيهها إليكم حال الانتهاء من إعدادها، لفائدة الدولة التونسية تنازلاً صريحاً ناجزاً لا رجعة فيه، ابتداء من تاريخ اليوم الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014".

ووقّع المرزوقي الكتاب في اليوم الأخير من حكمه لتونس الذي دام ثلاثة أعوام، كرئيس مؤقت للبلاد في الفترة الانتقالية.

وكان الرئيس التونسي الجديد، الباجي قائد السبسي، قد أدى اليوم الأربعاء، القسم الدستوري، ودخل قصر قرطاج في احتفال رسمي استقبله فيه المنصف المرزوقي الذي سلمه السلطة رسمياً.

 وغادر المرزوقي قصر قرطاج اليوم الأربعاء، ليصبح أول رئيس سابق لتونس، بعد الثورة التي اندلعت فيها نهاية العام 2010.

ترك تعليق

التعليق