أطفال ريف حمص الشمالي.. شردتهم المدارس واستقبلتهم بعض الكتائب

يفتقر أطفال ريف حمص الشمالي إلى أبسط متطلبات الحياة التي ينشدها الأطفال عادة من غذاء أو كساء أو أمان.

وبسبب غياب الآباء سواء كانوا مقاتلين أو مهجّرين أو قضوا في الحرب يلجأ بعض هؤلاء الصغار إلى أعمال شاقة ليؤمّنوا تكاليف الحياة لأسرهم في ظل الحصار الصعب الذي يعيشه ريف حمص الشمالي.

ويصف الناشط الإعلامي "محمد قيسون" وضع هؤلاء الأطفال بالمأساوي فأغلبهم كما يقول "يفتقرون للإحساس بالأمن وهم محرومون من حق التعلم والغذاء، كما أُجبر الكثير منهم على ممارسة أعمال قاسية لا تتناسب أبداً مع أعمارهم بسبب استشهاد آبائهم وحرمان عوائلهم من المعيل".

ومن تلك الأعمال –كما يقول قيسون- "بيع البنزين على الطرقات وجمع مخلفات وبقايا النفايات من بلاستيك ومعادن كذلك جمع بقايا القذائف، كما انصرف البعض إلى رعي الأغنام، وهناك أيضاً بعض الأطفال، حسب قيسون، لجؤوا إلى حمل السلاح رغم صغر سنه وغياب الرقيب وجهل من قام بتنسيبه، وهناك من وجد من التسول وسيلة لجلب القليل من المال الذي قد يسد رمق عائلته".

وحول حرمان أطفال الريف الشمالي من التعليم يؤكد الناشط قيسون أن "أكثر من 70%من مدارس ريف حمص الشمالي دُمّر بفعل آلة القتل والتدمير الأسدية".

ويضيف: "منذ أيام سقطت أربعة براميل متفجرة على مدارس في تلبيسة بريف حمص".

وأشار تقرير لمنظمة "يونسيف" بعنوان "2014 سنة مدمرة للأطفال" إلى أن 105 أطفال قتلوا وجرح 300 آخرون جراء الهجمات على المدارس فقط.

ويوضح قيسون أن "المساعدات التي تقدمها هيئات وجهات رسمية وغير رسمية لا تكاد تغطي نصف الحاجة الأساسية لتعزيز التعليم، كما أن تدهور الوضع الحالي يعيق التعليم".

وعن توجه الأطفال لحمل السلاح وجهود الكتائب والألوية للحد من هذه الظاهرة، وهل هناك جهات ثورية تشجعها، أوضح قيسون أن "هناك العديد من كتائب وألوية الريف الشمالي تعمل على الحد من هذه الظاهرة عبر التشديد في شروط الانتساب ولا سيما بالنسبة للعمر".

ويردف أن "هناك جهات إنسانية كمنظمة الهلال الأحمر تعمل على إعادة هؤلاء الأطفال إلى مكانهم الحقيقي خلف مقاعد الدراسة ولكن الإمكانيات شحيحة".

ترك تعليق

التعليق