الإيرادات النفطية لتنظيم "الدولة" تتراجع يما يتجاوز الـ 80%

قال برلمانيون عراقيون إن إيرادات تنظيم "الدولة الإسلامية" النفطية انخفضت بشدة عما كانت عليه في حزيران/يونيو الماضي بعد استهداف قوات التحالف الدولي لمواقع انتاج النفط شمالي البلاد، وتحديداً حركة الناقلات الحوضية النفطية من العراق إلى سوريا ومنها إلى تركيا.

 ورغم إضافة التنظيم مصادر غير نفطية لتمويله إلا أنها لم تعوض خسارته بسبب الضربات الجوية للتحالف.

وحسب وكالة الأناضول التركية، قال موفق الربيعي عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، ومستشار الأمن الوطني السابق، أن تنظيم "الدولة" كان يحصل على إيراد يومي من بيع النفط في حزيران/يونيو الماضي يتراوح بين 3 و 5 ملايين دولار بعد سيطرته على آبار عديدة في المحافظات الشمالية مكنته من جمع ملايين الدولارات.

وفي 10 يونيو/ حزيران 2014، سيطر تنظيم "الدولة" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة".

وأضاف الربيعي، أن تنظيم"الدولة" في وضع صعب جداً بعد الانخفاض الشديد في مصادر تمويله من تهريب النفط العراقي من شمال البلاد إلى سوريا، بعد قصف العديد من مواقع إنتاج النفط وطرق التهريب من قبل التحالف الدولي على مدى الأشهر الماضية، حيث تشير التقارير الأمنية والاستخبارية العراقية إلى أن التنظيم يحصل حالياً على إيرادات مالية تتراوح بين 500 إلى 750 ألف دولار يومياً فقط.

وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها التنظيم، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.

وتشير تقارير صحافية إلى أن خطيب الجمعة في الموصل، الشيخ أبو سعد الأنصاري، قال، في خطبة الجمعة قبل الماضية، أن التنظيم أقر أول ميزانية مالية لعام 2015 قدرها 2 مليار دولار وبفائض 250 مليون دولار.

وأوضح عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، أن إعلان التنظيم عن إقرار موازنة مالية لعام 2015 بقيمة 2 مليار دولار ينطوي على أهداف إعلامية وسياسية، فتنظيم "الدولة" يستخدم هذا الأسلوب ليظهر وكأنه كيان شبيه بالدولة. ويعتقد الربيعي أن الانخفاض الشديد في إيرادات التنظيم سيجعله في وضع صعب خلال الفترة المقبلة.

وعزز تنظيم "الدولة" مصادر إيراداته غير النفطية في محافظة نينوى ثاني أكبر محافظة عراقية بعدد السكان بعد العاصمة بغداد من خلال فرض الضرائب والرسوم المالية على التجار، والمقاولين، وأصحاب الشركات، والأطباء.

وأعلنت وزارة حقوق الانسان في العراق الأسبوع الماضي، عن أن تنظيم "الدولة" باع نحو 5000 إيزيدية في سوق النخاسة. ووفق تقارير وشهود عيان فإن سعر كل ايزدية حدد بـ500 دولار.

وقال حنين القدو عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى (شمال العراق) في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، إن تنظيم "الدولة" أضاف مصادر للإيرادات المالية إلى جانب قيمة النفط المهرب، عبر فرض الضرائب على التجار والمقاولين والأطباء، وتمكن التنظيم من جمع ما لا يقل عن ملياري دولار منذ يونيو/حزيران الماضي وحتى الآن.

وأضاف القدو، أن المعلومات التي حصلنا عليها تشير إلى أن تنظيم "الدولة" قام مؤخرا بجمع الأموال التي كانت مودعة في العديد من البنوك التي تخضع تحت سيطرته في مدينة الموصل ونقلها إلى بنك واحد داخل المدينة يخضع لحراسة مشددة من أفراد التنظيم.

وأوضح عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، في تصريحاته لمراسل الأناضول، أن تنظيم "الدولة" باع ممتلكات منازل مئات النازحين وخصوصاً في منطقة سهل نينوى، من سيارات وممتلكات شخصية، ما وفر له ملايين الدولارات إلى جانب عمليات تهريب النفط التي تتم من خلال مواقع النفط في ناحية القيارة وعين زالة.

لكن قدرة التنظيم على تهريب النفط وبيعه عبر وسطاء إلى سوريا وتركيا وإيران، باستخدام الناقلات الحوضية، انخفضت إلى أدنى مستوياتها بعد سيطرة قوات البيشمركة (جيش إقليم الشمال)، على ناحية ربيعة الحدودية مع سوريا، بحسب القدو الذي يرى بأن التنظيم لا يزال يعتمد على طريق البعاج، الذي يخضع لسيطرته، في تهريب النفط إلى سوريا.

وبحسب تصريحات سابقة لمسؤول عراقي فإن التنظيم تمكن من الاستيلاء على مخازن وزارة الزراعة في محافظتي كركوك ونينوى والتي تضم كميات كبيرة من محصول الذرة (محصول استراتيجي)، إضافة إلى مصادرة معدات زراعية ومنظومات للري كانت محفوظة بمخازن في كركوك ونينوى بالاضافة إلى مصادرة أطنان من الأسمدة من مخازن الزراعة في المحافظتين.

ومنذ بداية العام الجاري، تخوض قوات من الجيش العراقي ومقاتلين من العشائر الموالية للحكومة معارك ضارية ضد تنظيم "الدولة" في أغلب مناطق محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية لاستعادة السيطرة على تلك المناطق.

وازدادت وتيرة تلك المعارك بعد سيطرة التنظيم منذ أكثر من 4 أشهر على الأقضية الغربية من المحافظة (هيت، عانة، وراوة، والقائم، والرطبة) إضافة الى سيطرته على المناطق الشرقية منها (قضاء الفلوجة والكرمة) كما يسيطر عناصر التنظيم على أجزاء من مدينة الرمادي وسعى خلال الأسابيع الماضية لاستكمال سيطرته على المدينة.

ترك تعليق

التعليق