النظام والثوار يتبادلون الاتهامات بإحراق أهم مصنع لإنتاج حليب الأطفال في ريف دمشق

أفاد ناشطون في منطقة "زاكية" بريف دمشق الغربي أن قوات النظام قصفت بقذائف المدفعية معمل نستلة الوحيد في سوريا التابع لشركة "نستلة أس أيه" في سويسرا وهى أكبر شركة على مستوى العالم في مجال التغذية والصحة.

وأدى القصف إلى إحراق وتدمير أجزاء كبيرة منه، وهي المرة الثانية التي يتعرض المعمل فيها للقصف بعد استهدافه بتاريخ 26/2/2013 بقذائف الهاون مما أدى آنذاك إلى احتراقه بالكامل.

(معمل نستله بريف دمشق الغربي)



وقال الناشط أبو حمزة الشامي لـ"اقتصاد" إن "النار استمرت في محتويات المعمل أكثر من 15 ساعة".

وأوضح الشامي أن هذا المعمل بدأ إنتاجه في عام 1997 وهو مرخص من شركة نستله" العالمية وتقدر القدرة الإنتاجية للمعمل بـ 47000 طن.

وأكد أن "إدارة المعمل نقلت مكاتبها لفندق "الفورسيزونز"، وسط العاصمة دمشق نظراً للأحداث الجارية في البلاد، بينما بقي الإنتاج داخل المعمل الذي احترق".

(صورة لآثار الدمار في المعمل)


واستهداف معمل نستله -حسب الناشط الشامي- ليس بداية ولا نهاية لإجرام نظام الأسد، حيث يعتبر المعمل هو الوحيد من نوعه في سوريا، مضيفاً أن معمل "نستلة" يعتبر من أكبر الاستثمارات في الصناعة الغذائية في الشرق الأوسط، حيث ينتج عدة منتجات ومنها حليب نيدو وشوربة ماجي وأنواع الشوكولا المتنوعة مثل "كيت كات" وغيرها.

وكعادته سارع إعلام نظام الأسد لاتهام من يصفهم بـ"المجموعات الإرهابية" المسلحة من ألوية الفرقان التابعة للجيش السوري الحر بقصف المعمل وإحراقه.

وقال مدير الصناعات الغذائية في غرفة صناعة دمشق "عصام زمريق": "إن إحراق معمل نستلة سيحول دون تأمين حليب الأطفال المجفف للسوق المحلية إلا عن طريق الاستيراد".

ووصف زمريق حرق المعمل بأنه "خسارة كبرى للاقتصاد الوطني، لاسيما وأنه الوحيد الذي ينتج حليب الأطفال للسوق السورية".

في حين نفت صفحات الثورة في الغوطة الغربية مسؤولية الثوار عن إحراق المعمل معتبرين هذا الاتهام باطل ويأتي في سياق تشويه صورتهم، وأن ما نسب إليهم هو محض افتراء.

وتساءل مشرفو هذه الصفحات: "ما الجدوى أو المصلحة السياسية أو العسكرية التي تعود على الثوار من حرق معامل الحليب؟!"، مؤكدين بأن "من أحرق البلد وقتل وشرد الشعب السوري لن يتوانى عن إحراق معمل".

من جهته أكد مسؤول إعلامي في إحدى فصائل الجيش الحر المتواجدة في المنطقة بأن "القصف المركز من قبل النظام لـ"خان الشيح" و"زاكية" بقذائف الهاون العشوائية ولعدة أيام هو الذي تسبب في إحراق المعمل، وبأن هذه الطريقة في ضرب البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية في أي منطقة يسيطر عليها الجيش الحر أو يتواجد بها هي سياسة يتبعها النظام بهدف تأليب الحاضنة الاجتماعية ضد قوى الثورة وتشويه صورتها".

وكان عدد من المعامل في الغوطة الغربية تعرض للحريق جراء الأحداث الدائرة في المنطقة، ومنها الحريق الضخم الذي اندلع سابقاً في "مطبعة طرابيشي" في منطقة عقربا على طريق مطار دمشق الدولي الذي أتى تقريباً على أكبر شركة للتغليف في سوريا، كانت تحتل المركز الأول في تغليف مختلف أنواع المنتجات.
 
كما شب سابقاً حريق ضخم أتى بالكامل على شركة رجل الأعمال "بيهس الخجا"، في منطقة السبينة بريف دمشق، وتعتبر الشركة من أكبر منتجي الجوارب واللانجري النسائي في سوريا، والذي تسبب بخسائر بعشرات الملايين، ويعد هذا المصنع من أكبر المصدّرين في هذا القطاع، إذ ينتج ماركات "سوليتير، ولاكي مان، وبيوتي" وغيرها. وكذلك شب حريق في معمل "شامي" للأدوات الكهربائية في منطقة عدرا في ريف دمشق، جرّاء الاشتباكات المحتدمة والمعمل هو الثالث الذي يتعرض للاحتراق في منطقة عدرا نتيجة الأوضاع التي تشهدها المنطقة بعد معمل "الحجار".

واستهدفت قوات النظام ثلاثة معامل في بلدة الطيبة اثنان منها مخصصة لصناعة الثياب والثالث لصناعة اللدائن البلاستيكية.

ترك تعليق

التعليق