"رويترز" تروي قصّة "احتجاجات عنيفة" مزعومة في اللاذقية كانت وراء قرار رفع أسعار الوقود بسوريا

فسرت وكالة "رويترز" للأنباء قرار حكومة النظام الخاص برفع أسعار المازوت والغاز والخبز، بأنه كان بغاية حصر احتجاجات موالين للأسد حيال تكسّب تجار السوق السوداء من بيع الوقود المدعوم بأسعار مرتفعة للغاية.

واعتمدت الوكالة في تقريرها على تصريحات لمسؤولين وشخصيات مقربة من النظام، أكدت بأن زيادة أسعار المازوت والغاز، الذي قررته حكومة النظام مؤخراً، ستقضي على الفساد والتهريب، وتساعد الحكومة على تأمين المشتقات النفطية للمواطنين بالأسعار المُحددة.

وعلى خلاف قراءة "رويترز"، يعتقد مراقبون أن حكومة النظام رفعت أسعار المازوت والخبز والغاز، للتخلص من العبء المالي الذي يشكله "الدعم" على خزينتها.

وادعى تقرير الوكالة بأن احتجاجات، بعضها اتسم بالعنف، اندلعت في مناطق تركز الأقلية العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد، في مدينة اللاذقية، خلال الأشهر القليلة الماضية، وكانت نتيجة عجز المواطنين عن الحصول على المشتقات النفطية بأسعار مقبولة.

ولم توضح الوكالة متى وأين اندلعت احتجاجات عنيفة ضد حكومة النظام في اللاذقية، بسبب أزمات المازوت والبنزين والغاز، لكنها نقلت عن محتجين مزعومين قولهم إن "متربحين ورجال أعمال نافذين يعيدون بيع الوقود المدعم بأسعار مرتفعة كثيراً في السوق السوداء التي يعتمد عليها الآن معظم السوريين".

ونفت الوكالة أن تكون العقوبات الغربية مسؤولة عن أزمة المشتقات النفطية التي تعانيها حكومة النظام، على خلاف ادعاءات مسؤوليها دوماً.

وأوضحت الوكالة أن العقوبات الغربية لا تمنع الشركات من "بيع وقود الديزل إلى سوريا"، مضيفةً "لكن شركات كثيرة سئمت التعامل مع حكومة دمشق".

ونقل تقرير الوكالة تصريحات مسؤولين في النظام، ومقربين منه، تشير إلى أن المصفاتين الرئيستين للبلاد في حمص وبانياس تعملان الآن بجزء بسيط من طاقتهما مقارنة بما قبل العام 2011.

ونقلت الوكالة تصريحاً لطلال البرازي، محافظ حمص، يتحدث فيه عن مسؤولية التهريب إلى لبنان عن أزمة الوقود بسوريا، وأن رفع أسعار الوقود سيحل الأزمة، ويقضي على التهريب والفساد.

لكن خلافاً لتصريحات مسؤول النظام، فإن سعر ليتر المازوت قبل الزيادة الأخيرة، 80 ليرة، كان يقترب للغاية من الأسعار في لبنان مما ينفي أي سبب لتهريبه إلى هناك. والآن بات سعر ليتر المازوت الجديد، 125 ليرة، أعلى من نظيره في لبنان، وبالتالي، أعلى من الأسعار العالمية.

ويستند تقرير الوكالة في مجمله إلى تصريحات مسؤولين في النظام، وإشارة متكررة إلى "اجتجاجات عنيفة" شهدتها اللاذقية بسبب نشاطات السوق السوداء، دون أن تلجأ الوكالة إلى أية مصادر أخرى للمعلومات.

وتواظب بعض الوكالات العالمية على نقل وجهات نظر مسؤولي النظام وترويجها، وكأنها المصدر الوحيد للمعلومات، دون أية مصادر أخرى، مما يمثل ترويجاً للخطاب الرسمي لحكومة النظام في بعض القضايا.

ترك تعليق

التعليق