قرار لحكومة النظام يقلب المصارف الخاصة من رابحة إلى خاسرة

أسقطت حكومة النظام بند إعادة تقييم القطع البنيوي "الدولار" من ميرانيات المصارف السورية الخاصة الـ خمسة عشر، والذي اعتمدت عليه تلك البنوك خلال السنوات الأربع الفائتة منذ اندلاع الثورة - بالتعاون مع هيئة الأوراق المالية- لتغطية جزء كبير من خسائرها جراء الأزمة والعاصفة المالية التي تعرضت لها.

وخلال السنوات الماضية من عمر الثورة السورية حققت المصارف أرباحاً خيالية نتيجة زيادة الأرباح الناتجة عن بند إعادة تكوين القطع الأجنبي. وبيّنت هيئة الأوراق والأسواق المالية التابعة لحكومة النظام في تعميم لها صدر مؤخراً أن القرار جاء نتيجة كثرة الاستفسارات الواردة إليها فيما يتعلق بمعالجة الأرباح الناتجة عن فروقات تقييم القطع التي تظهر في القوائم المالية الصادرة دورياً عن الشركات المساهمة، ولاسيما المصارف، التي تعدها هذه الشركات أرباحاً تعلن عنها بالرغم من أنها غير ناتجة عن ممارسة هذه الشركات لنشاطها الذي أعطيت التراخيص له.

أرباح تقيـيـم القطع ليست كبقية الأرباح..!

وجاء في تعميم هيئة الأوراق المالية الذي أصدرته إلى الشركات المساهمة - وتزامن مع إصدار عدد من الشركات المساهمة للنتائج المالية الأولية عن العام 2014- ضرورة الاعتراف بالمكاسب والخسائر الناتجة عن إعادة تقييم البنود النقدية المعترف بها بالعملات الأجنبية ببند منفصل في قائمة الدخل الخاضع للضريبة، ويتم فصل هذه الأرباح والمكاسب في مكونات حقوق الملكية في قائمة المركز المالي وقائمة التغيرات في حقوق الملكية عن الأرباح المحتجزة.

ارتفاع الدولار مقابل الليرة لأكثر من خمسة أضعاف منذ اندلاع الثورة

يشار إلى أن المصارف الخاصة نأت بنفسها عن الأزمة المالية، كما أن معظم تلك البنوك أحجم عن الإقراض. ووفق البيانات النهائية عن العام 2013 فإن جميع المصارف رابحة، بعد حجز الأرباح في مراكز القطع إضافة إلى إعادة تقييم مراكز القطع البنيوي. كما أن ارتفاع الإيرادات التشغيلية في جزء من المصارف تم بعد إعادة تقييم المراكز البنيوية للقطع الأجنبي والأرباح غير المحققة إلا في سوق القطع بسبب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية لخمسة أضعاف منذ اندلاع الثورة السورية. ونتيجة ذلك نمت موجودات المصارف الخاصة الأربعة عشر بنحو 15.4% في العام 2013، وفقاً للبيانات المالية التي نشرتها بورصة دمشق، وتجاوزت الموجودات الإجمالية للمصارف 890.9 مليار ليرة في نفس العام، مقارنة بما يزيد على 772.14 مليارات ليرة في 2012.

الخسائر ستكون مضاعفة

قرار حكومة النظام بإسقاط بند إعادة تقييم القطع البنيوي "الدولار" من ميرانيات المصارف الخاصة، سيضطر المصارف الخاصة بسوريا إلى إعادة صياغة ميزانياتها، وستكون الخسارة مضاعفة، بعد أن يكشف غياب بند إعادة تقييم "الدولار" عن الحجم الحقيقي لنشاطات تلك المصارف، والتي أحجم معظمها عن الإقراض منذ أربع سنوات، أي أنها أحجمت عن نشاطها التشغيلي الرئيس الذي يدر عليها الأرباح، في الأحوال الطبيعية.

ترك تعليق

التعليق