"اقتصاد" ترصد استحواذ إيران على أصول وممتلكات بسوريا

في آخر تسريب نشرته صحيفة النهار اللبنانية قبل أيام، أن نظام الأسد كان قد أوفد رجله السابق عبد الله الدردري إلى إيران من أجل الحصول على قرض بقيمة 6 مليارات دولار، إلا أن الأخير عاد بمليار دولار فقط مع رسالة مفادها أن إيران لم يعد بوسعها تمويل نظام الأسد بعد أن بلغت ديونها عليه أكثر من عشرين مليار دولار، وأنها تريد ضمانات لسداد الدين مقابل الاستمرار بالتمويل.

 وبناء عليه، كشفت "النهار" اللبنانية أن نظام الأسد قام بتمليك إيران منطقة السيدة زينب بالكامل، مع آلاف الهكتارات حول دمشق، إضافة إلى العديد من الأصول العقارية داخل دمشق، وفي عدد من المحافظات.

 ويشير مراقبون إلى أن الاستحواذ الإيراني على أصول وممتلكات في سوريا، لم يعد خافيا على أحد، بل إن المواطن العادي في دمشق بدأ يشعر به.

 وذكرت صحفية تقيم في أحد مناطق دمشق الحيوية، في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، نتحفظ عن ذكر اسمها، أنه قبل نحو عام ونصف، جاءت قوات من جيش النظام وطلبت من جميع السكان إخلاء البناء المؤلف من خمسة طوابق وعشرة شقق.

وتضيف الصحفية أنه تم طردهم من البناء بحجة الضرورات الأمنية لكنهم فوجئوا بعد فترة أن عائلات إيرانية تسكن في مكانهم.

 وإضافة لعمليات الاستحواذ القسري التي تقوم بها قوات نظام الأسد لعقارات كاملة في دمشق، تشير هذه الصحفية إلى أن التواجد الإيراني في أحياء دمشق يزداد كثافة ويجري العمل عليه بتواطئ من قبل بعض السماسرة المرتبطين برجالات الأمن، مضيفة أن الكثير من العائلات اضطرت خلال فترة الأحداث إلى بيع عدد من ممتلكاتها للتغلب على الظروف الاقتصادية الصعبة، لكنه تبين فيما بعد أنهم قاموا ببيع ممتلكاتهم لعائلات ايرانية دون أن يكونوا على علم بذلك.

 وتقول الصحفية أن أغلب الناس في دمشق تتداول أن عمليات البيع هذه يقودها رجل الأعمال وابن خال بشار، رامي مخلوف، حيث يقومون بدفع مبالغ كبيرة أحياناً، وتفوق القيمة الحقيقية للعقار المعروض للبيع.

 ولا يوجد حتى الآن إحصائيات للممتلكات التي تم السيطرة عليها لصالح الإيرانيين، غير أن متابعين يرون أن آلاف المنازل في الميدان والبرامكة والمزة والعديد من مناطق دمشق تم شرائها لصالح الإيرانيين، وأن هناك أبنية بكاملها أصبح يقطنها عائلات إيرانية.

 وفي لقاء سريع مع أحد أصحاب المكاتب العقارية، أجراه مندوبنا في دمشق، رفض صاحب هذا المكتب الإفصاح عن أي معلومات عن تملك الإيرانيين في دمشق، وحجم هذا التملك، لكنه أشار إلى أن الأزمة لم تؤثر على عملهم إطلاقاً، بل إن حركة البيع والشراء زادت كثيراً، بحسب قوله.

 وأقر صاحب المكتب العقاري بوجود إيرانيين قاموا بشراء بعض العقارات، لكنه اعتبر أن العملية عادية، وتجري منذ سنوات طويلة.

 ويقول متابعون أن الاستملاك الإيراني لا يقتصر على العقارات السكنية فقط، بل إن هناك عملية استحواذ نشطة لمحال تجارية كثيرة وخصوصاً في أسواق دمشق القديمة حول المسجد الأموي، مشيرين إلى أن الناس بدأت تلاحظ وجود إيرانيين في إدارة هذه المحال ما يدل على أنهم أصبحوا أصحابها.

ترك تعليق

التعليق