حقل الشاعر أبرز نقاط التواطؤ المُحتمل...هل تتفق إيران مع تنظيم "الدولة" ضد الأسد؟

يقدم تقرير صادر عن "الهيئة السورية للإعلام" قراءة قد تكون مفاجئة بالنسبة للكثير من متابعي الشأن السوري، مفادها أن إيران قد تتواطأ مع تنظيم "الدولة الإسلامية" بغية تعزيز نقاط ضعف نظام الأسد، بهدف حماية مشروعها في سوريا وتعزيزه.

وحسب التقرير الذي حصلت "اقتصاد" على نسخة منه، فإن إيران تسعى للإطاحة بالعلويين من سدة حكم سوريا والإتيان بمجموعة شيعية موالية لها تماماً لحكم البلاد على غرار حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

ويعتقد معدّو التقرير أن إيران، وبغية تنفيذ الهدف آنف الذكر، قد تساعد تنظيم "الدولة"، بشكل مباشر، وغير مباشر، في السيطرة على مناطق بعينها، قد تزيد من نقاط ضعف الأسد، وترفع من منسوب احتياجه لإيران واعتماده عليها. أبرز هذه المناطق هي حقل الشاعر، قرب حمص، آخر حقل نفطي سوري ما يزال يخضع لسيطرة نظام الأسد.

وحسب التقرير، تشير الكثير من الأحداث الجارية حالياً في سوريا إلى أن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة وخلط للأوراق قد يفرز تحالفات وصفقات كانت حتى الأمس القريب غير منطقية أو غير ممكنة بالنسبة لشريحة كبيرة من السوريين ومن المهتمين بالشأن السوري.

إيران إلى حضن تنظيم "الدولة" لإضعاف الأسد

أبرز التحالفات الجديدة أو الصفقات التي قد تثير استغراب الكثيرين هو احتمالية تواطؤ ايران مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، لدفعه للاستيلاء على مواقع شديدة الأهمية في سوريا يسيطر عليها النظام بهدف إضعاف الأسد والضغط عليه وزيادة حاجته للمساعدة الإيرانية، الأمر الذي سيمكنها من توسيع نفوذها بما يخدم مشروعها المحتمل في سوريا بإقصاء العلويين من حكم سوريا واستبدالهم بقوة شيعية على شاكلة "حزب الله" في لبنان و"الحوثيين" في اليمن، وهو ما ظهر جلياً في الآونة الأخيرة خلال معارك المنطقة الجنوبية من سوريا، والتي وصلت إلى حد تهميش الأسد الذي ثبت أنه لا يتجاوز كونه حليفا مرحليا لإيران وليس حليفاً استراتيجياً أو دينياً كما كان الكثيرون يرونه.

أما شكل التواطؤ بين التنظيم وإيران قد يتمثل بالتزام إيران بعدم التدخل في أي معركة بين التنظيم والنظام، بالإضافة إلى إمكانية تقديم معلومات تساعد التنظيم في السيطرة على المواقع التي سيهاجمها.
ضربة استباقية لصحوة متأخرة

دوافع إيران إلى هذا التوجه هو بداية التململ والصحوة المتأخرة لدى أركان النظام ومناصريه من ظهور بوادر المشروع الإيراني باستبدال حكم العلويين بقوة شيعية على شاكلة حزب الله والحوثيين، وما رافق ذلك من تمادي المسؤولين الإيرانيين في مصادرة القرار لدرجة هُمش فيها النظام، خاصة خلال المعارك الأخيرة في المنطقة الجنوبية، إلى جانب تصريحات رجال الدين الإيرانيين التي اعتبرت سوريا المحافظة 35 لإيران، خاصة وأن تململ النظام من سياسات إيران تجسد باندلاع اشتباكات بين قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني "العلوية" مع حزب الله "الشيعي" المرتبط مباشرة بالحرس الثوري.

حقل الشاعر من جديد ومناطق آيلة للسقوط

أكثر المناطق التي قد تتأثر بهذا التواطؤ المُحتمل بين إيران وتنظيم الدولة، هي منطقة جبل الشاعر بريف حمص الشرقي نظراً لأهميته الاستراتيجية بالنسبة للنظام كونه آخر الحقول النفطية في سوريا التي يسيطر عليها، أي أن فقدانه يعني زيادة حاجة الأسد للمساعدات النفطية الإيرانية لتأمين حاجاته، الأمر الذي يفسر استعار المعارك خلال الشهر الفائت في جبل الشاعر.

ومن المناطق التي قد تدفع إيران باتجاه سقوطها بيد تنظيم "الدولة"، بلدات في ريفي حمص وحماة القريبين من الساحل السوري معقل الأسد الأساسي ومصدر الشبيحة الأول، والذي يخطط الأسد لإنشاء دويلة علوية فيه في حال فقد حكم سوريا، ما يعني وضع السكين على رقبة الأسد، لدفعه باتجاه تقديم المزيد من فروض الطاعة لإيران.

ضرب من الداخل .. قطع للمساعدات وسرقة لمستودعات السلاح

ومن غير المستبعد أبداً أن يترافق تواطؤ إيران مع زيادة في الضغوط غير العسكرية على الأسد لابتزازه بشكل أكبر، كتقليص المساعدات النفطية التي يعتمد عليها النظام بشكل أساسي، بالإضافة إلى إيقاف الخط الائتماني بين طهران ودمشق الذي يمد الأسواق السورية بالسلع الغذائية، خاصة وأن إيران أقدمت على مثل هذه الخطوة الصيف الماضي.

في غضون ذلك، أكثر ما يزيد من احتماليات تآمر إيران على نظام الأسد، ما تردد مؤخراً نقلاً عن ضباط متعاونين مع الثوار عن سطو ميلشيات حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية على مستودعات للسلاح تابعة للنظام في قطع عسكرية على أطراف دمشق، إلى جانب ما تردد مؤخراً عن دور كبير لإيران في إقصاء ضباط أمن علويين من مناصبهم، كالعميد حافظ مخلوف ابن خال بشار الأسد، واللواء رفيق شحادة رئيس شعبة الأمن العسكري، وتعيين ضباط سوريين شيعة في مراكز أمنية حساسة، ما عكس حجم التوتر في العلاقة بين نظام الأسد وإيران، ناهيك عن تصريحات نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين همداني، قبل شهر من الآن، والذي أكد عزم الحرس الثوري على تشكيل قوة مسلحة تابعة مباشرة للولي الفقيه.

ترك تعليق

التعليق

  • مسخرة
    2015-03-25
    اللي كاتب المقال غبي او يتغابى شو جاب إيران للدولة ههههههههههه مسخرة