الموقع الذي "هزّ اقتصاد سوريا"...يتوقف عن رصد الدولار

أعلن موقع "سيرياستوكس" عن إيقاف خدمة بث أسعار الصرف على صفحته الرسمية، وكذلك وقف تطبيق الموبايل الخاص بذلك.

وأعلن الموقع، الذي يحظى بمتابعة أكثر من 300 ألف سوري، في بيان له، اليوم الثلاثاء، بأن إدارة الموقع قررت إيقاف بث أسعار صرف العملات "من هذه الساعة وإلى الأبد".

وكان الموقع توقف منذ شهر تقريباً عن بث أسعار صرف العملات في السوق السوداء السورية، بصورة مؤقتة، وذلك بعد اتهامات غير مباشرة له من جانب دوائر إعلامية محسوبة على النظام بالمسؤولية عن رفع سعر الدولار عبر بث أسعار وهمية له. لكن الموقع عاد حينها بسرعة إلى العمل في مجال رصد أسعار صرف العملات.

وبرر الموقع قراره بأن نجاحه في رصد أسعار العملات بسوريا ونقلها للمتابعين والمهتمين عبر برمجيات وتقنيات مختلفة، قد يسبب الضرر أو سوء الفهم بسبب الحالة العامة، حسب ما ورد في البيان.

وكان حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، صرّح بشكل مباشر، ولأول مرة، مطلع الشهر الجاري، باتهام موقع "سيرياستوكس" بالتسبب في ارتفاع أسعار الدولار.

وفي جلسة التدخل التي عقدت مطلع الشهر الجاري، ذكر ميالة "سيرياستوكس" بالاسم في سياق تحذيره من "قيام مواقع الكترونية ببث أسعار صرف وهمية منخفضة بغرض المضاربة على الليرة السورية".

وأشار "سيرياستوكس" إلى أنه سيحول نشاطه باتجاه خدمة متابعيه بالمعلومات الاقتصادية، متوجهاً بالشكر لكل من قام بانتقاد الموقع أو اتهامه من خلفية الخوف على البلد وعملته الوطنية، حسب وصف بيان الموقع.

وكان موقع "سيرياستوكس" تعرض للهجوم من جانب وسائل إعلام موالية للنظام لفترة طويلة، بذريعة مسؤوليته عن بث أسعار صرف للدولار، مرتفعة حيناً، ومنخفضة حيناً آخر، بغية المضاربة، والإضرار بالعملة الوطنية السورية.

وكانت جريدة الوطن السورية، المقربة من النظام، نشرت منذ أكثر من شهر مقالاً يتهم بشكل مباشر موقع "سيرياستوكس" ومديره بالعمالة لتركيا، وبالعمل على الإضرار بالاقتصاد السوري.

وأشار الموقع في بيانه اليوم الثلاثاء إلى أن إدارته ستمد يدها في أي وقت لأي تعاون مشترك يخدم المواطن السوري ويحمي قوته اليومي، حسب وصف الموقع، الذي أضاف بأن توقفه عن رصد أسعار الدولار الآن، ما هو إلا "دليل على أننا نحن من نقوم بإدارة أدواتنا، نقوم بإيقافها متى نشاء ونستعيدها متى نحن رغبنا"، في نفي غير مباشر لأي اتهامات بالعمالة لصالح جهات أجنبية.

وكانت اتهامات ميالة ووسائل إعلام النظام للموقع المذكور بالمسؤولية عن هزّ اقتصاد سوريا عبر ضرب عملتها الوطنية، قد أثار استهجان الكثير من المعلقين على الصفحات المتخصصة في وسائل التواصل الاجتماعي، سواء منها الصفحات المؤيدة أو المعارضة، إذ تساءل بعضهم: ما هذه الدولة التي يهتز اقتصادها بفعل موقع الكتروني؟!!

وفي تعليقات لمتابعي الموقع المذكور، إثر قراره بالتوقف عن بث أسعار صرف الدولار والعملات، توقع البعض أن يضيع المهتمون بأسعار الدولار بين الصفحات، بعد فقدان "سيرياستوكس"، نظراً لما يتمتع به الأخير من مصداقية وثقة في أوساط شريحة كبيرة من السوريين.

ترك تعليق

التعليق