اقتصاديات.. من سفر الخروج الدمشقي

لا حديث يعلو في دمشق على حديث الهجرة...شباب، أطفال، الأقارب، الأصدقاء، نساء الأحياء، الكل ينسق ويتحدث عما يقوم به أبو فلان من أجل الخروج من البلد...أما المهاجرون فهم، أسر، عائلات، بل قل سكان أحياء بكاملها، يبيعون ما يمكن بيعه، حتى لو كان بيت وذكريات العمر، ويخرجون...الأربع سنوات الأخيرة جعلت الناس لا تتذكر سواها...!!
   
أحاديث الذين نجحوا في الوصول إلى أوروبا، مع ذويهم ومعارفهم، تُحيي قلوباً متعبة تبحث عن الخلاص بأي ثمن..أما مفهوم الوطن والبلد، فلم تعد تسمعه إلا في نشرات الأخبار المحلية..وبات يثير الإقياء على كل حال...

  أخبار الموت وصورها على شواطئ البحار، لا تؤخر ولا تقدم بالنسبة لهؤلاء..لأن احتمالات موتهم وهم في منازلهم أو في الشارع صارت أكبر بكثير من احتمالاته وهم يعبرون إلى أوروبا..موتهم هناك قد يكون قضاء وقدر، أما بقائهم هنا فلم يعد قضاءاً وقدراً... !!، البلد لم تعد بلدهم أو لهم..أو على الأقل، لم تعد تصلح للعيش المشترك...؟!
 
 بربكم، ماذا نطلب من أناس يعيشيون في نفس المدينة التي يعيش فيها بشار الأسد ورامي مخلوف وجميل حسن وعلي مملوك وأحمد حسون وشريف شحادة، ويزورها كثيراً وئام وهاب وناصر قنديل...؟!، ألا يعتبر وجودك مع هؤلاء سبباً كافياً لكي تغادر حتى الجنة...؟!  

دعوهم يخرجون...فهم سيعودون..لأن سوريا بلد لا يمكن أن تغادره...

ترك تعليق

التعليق