من مفارقات الغوطة الغربية.. طبيب أسنان يقوم بإجراء ولادة قيصرية
- بواسطة فارس الرفاعي- خاص - اقتصاد --
- 29 تشرين الاول 2015 --
- 0 تعليقات
يقف أطباء الغوطة الغربية شبه عاجزين عن علاج الإصابات العصبية والوعائية نظراً لافتقار المشافي والنقاط الطبية لأطباء مؤهلين لإجراء مثل هذه العمليات وخصوصاً أن الكثير من حالات الإصابة التي ترد إلى هذه المشافي تحتاج لجراحة أوعية وعمليات الاذيات العصبية في الرأس والعمود الفقري، والكثير من المصابين فارقوا الحياة نتيجة لهذا النقص الحاد.
ولذلك "ناشد المجلس الطبي في الغوطة الغربية الأطباء الأخصائيين للعمل أو لقضاء إجازة في المناطق المحررة أو داخل المشافي وبخاصة في الاختصاصات الجراحية الفرعية الدقيقة (عصبية وعائية عينيه أذنية)"، كما يقول أحد أطباء الجراحة في الغوطة الغربية الذي فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ "اقتصاد".
وأشار المصدر إلى أن "نقص الاختصاصات الدقيقة مثل جراحة الأوعية والعصبية يشمل كل سوريا وليس الغوطة الغربية وحدها"، ويفسر محدثنا هذا الأمر بـ"هجرة أغلب الأطباء طمعاً في حياة أفضل كما مختلف شرائح المجتمع، وعزوف الباقين عن تقديم واجبهم ضمن اختصاصهم، فضلاً عن ندرة هذه الاختصاصات بالأصل، بينما يتواجد أطباء في الجراحة العامة والعظمية في أغلب مناطق الغوطة الغربية ولكنهم قلة".
وحول كيفية تلافي النقاط الطبية لهذه المشكلة أوضح محدثنا أن "أغلب الإجراءات يتم إجراؤها على أيدي أطباء الجراحة الموجودين"، إلا أن أغلب الإصابات العصبية -كما يؤكد- "تنتهي بالموت وأغلب الإصابات الوعائية تنتهي بالبتر، مع حدوث معجزات طبية أحياناً على أيدي أطباء الجراحة في مختلف المناطق رغم مخاطر هذه الإجراءات وعدم توفر الإمكانيات المطلوبة أو وجود طبيب مختص".
وأشار الطبيب الجراح إلى أن "المجلس الطبي وتداركاً لهذا النقص في أخصائيي جراحة الأوعية والعصبية عمد إلى إقامة دورات لأطباء الجراحة العامة والعظمية على مثل هذه الحالات وفي هذه الاختصاصات الدقيقة"، علماً-كما يقول- أن "هذه الدورات تمت من خلال النت وبالتواصل مع أخصائيين في الخارج بالإضافة لدورات ذاتية عبر المراجع العلمية المعروفة".
ولفت محدثنا إلى أن "هذه الدورات حققت نتائج ايجابية ممتازة حيث سجل العديد من الحالات مثل ترميم طرف علوي أو سفلي وإنقاذه من البتر بنسبة 50%"، وأردف: "أجريت أيضاً دورات جراحية وتأهيل لجميع الأطباء العامين والأسنان على إجراءات الجراحية العامة"، وأضاف محدثنا "أصبح لدينا في مختلف مناطق الغوطة على سبيل المفارقة طبيب أسنان يقوم بإجراء ولادة قيصرية واستئصال زائدة دودية، وطبيب جراحة عامة يقوم بإجراءات الجراحة الصدرية ومفاغرة الأوعية وبعض الحالات الترميمية والتجميلية".
وفيما إذا كان هناك محاولات لتطبيق تقنيات "الإستشفاء عن بعد" من خلال الانترنت في عمل هذه المشافي وخصوصاً في الاختصاصات النادرة، أوضح محدثنا أن "هذه الفكرة كانت موجودة في خطط هذه المشافي، ولكنها لم تُنفذ لأن تكاليفها باهظة وبحاجة لتقنيات حديثة لم توفر لنا"، منوهاً إلى أن الأمر الآن يقتصر على التواصل والاستشارات الخاصة.

التعليق