في ذكرى أربعين كهرباء حلب

في مشهد يقارب ويُحاكي المضحك والمبكي، وبالعودة إلى عشرينيات القرن الماضي، نعى سكان مدينة حلب بأسلوب كوميدي ساخر الذكرى الأربعين لانقطاع الكهرباء عن شطري المدينة، المحرر والخاضع للسيطرة النظام.

واحتفل الحلبيون بانقطاع الكهرباء لليوم الأربعين على التوالي على طريقتهم الخاصة، ليستمر الواقع في تحطيم الرقم القياسي وسط صمت مطبق من قبل وسائل إعلام النظام ومسؤوليه.

 وحسب شاهد عيان من سكان حلب، تحدث معه "اقتصاد" وطلب التحفظ على اسمه لأسباب أمنية، تدفع الأسرة الحلبية وسطياً ما يقارب 4000 ليرة أسبوعياً فقط ثمن الأمبيرات والتي باتت مع المولدات والبطاريات تمثّل المصدر الرئيسي لتوليد الطاقة، بعد أن بات التقنين اليومي بمعظم المناطق التي مازالت تعيش على الكهرباء بحدود 16 ساعة قبل أن يصبح المعدل اليومي للكهرباء 4-6 ساعات فقط. ومن ثم، ومنذ أربعين يوماً، باتت حلب بلا كهرباء بشكل كامل.     

محامي "محسوب على النظام" يبق البحصة

وبمناسبة دخول حلب شهرها الثاني بدون أي تيار كهربائي، كتب المحامي، علاء السيد، "المحسوب على النظام"، أنه "وبعد مرور أكثر من شهر كامل على انقطاع التيار الكهربائي تماماً عن ثاني المحافظات السورية، والعاصمة الاقتصادية، ألا يحق لنا أن نفهم ولو قليلاً، حقيقة ما يجري كهربائياً؟".

وتابع: "ألا يحق لنا المطالبة بالمساءلة والتحقيق مع المسؤولين عن قطاع الكهرباء بحلب؟، ماذا فعلوا؟، وماذا أنجزوا لحل أزمة كهرباء حلب؟، هل يحق لهم طعننا يومياً بإبر المخدر".
 
وأضاف السيد: "حتى هذه اللحظة إمكانية التنسيق مع جميع الأطراف على الأرض واردة ولا مانع لديها من الإصلاح ولكن التقصير الفعلي هو من المسؤولين عن القطاع الكهربائي ودون أي مبرر".

وهاجم المحامي "السيد" وزارة الكهرباء في حكومة النظام قائلاً: "سياسة التطمين وتخبئة الواقع والابر المخدرة للحفاظ على الكرسي الكهربائي ورفع التقارير الحكومية للجهات العليا بأن الأمور على ما يرام لم تعد تنطلي على أحد، ولا بد من مساءلة المقصر بعدما ثبت فشله تماماً في حل أزمة كهرباء حلب، فهل من مجيب؟".

وخلال هذه الفترة الطويلة من انقطاع التيار كانت دوائر النظام الرسمية تعتمد على المولدات من المشافي والأفران ومقاسم الاتصالات والبنوك وغيرها، هذا الأمر أنهك هذه المولدات المعدة لاستعمال مؤقت احتياطي، وبدأت تتعرض للأعطال، وزادت نفقات صيانتها واستبدالها، مما زاد في الإنفاق اليومي، إضافة للكميات الهائلة من المازوت الذي يهدر لتشغيل هذه المولدات.


ساعات التقنين وصلت إلى 20 ساعة يومياً

وفي السياق ذاته بدأ الشتاء السوري كما هو متوقع قاس وشديد البرودة، وارتفعت معه ساعات التقنين في ظل عجز حكومة النظام عن توفير كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء.

 وتعاني معظم المدن السورية من ارتفاع ساعات التقنين، وصل في بعضها إلى 20 ساعة يومياً بسبب نقص الوقود من فيول وغاز، ما يعني أنّ انخفاض ساعات التقنين مرتبط بتوفر الوقود حصراً.

أما في العاصمة دمشق فيصل التقنين فيها إلى أكثر من 10 ساعات متواصلة الأمر الذي شل حركة الصناعة ووضع السكان أمام خيارات تدفئة صعبة زاد منها عدم التوزيع العادل لوقود التدفئة.

ترك تعليق

التعليق