بورصة دمشق.. جثة هامدة تنتظر قبلة الحياة مع "إعادة الإعمار"
- بواسطة خاص - اقتصاد --
- 04 كانون الأول 2015 --
- 0 تعليقات
يطرح أداء بورصة دمشق خلال السنوات الأربع الماضية، الكثير من التساؤلات عن جدوى استمرارها في الوقت الذي لم تسجل فيه التدوالات في أحسن الحالات، مبلغ 4 ملايين ليرة سورية في الجلسة، بينما متوسط أداء السوق اليومي يتراوح بين مليونين أو ثلاثة ملايين ليرة في الجلسة، وهي أرقام وضيعة وخصوصاً في ظل تراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار إلى نحو 380 ليرة، بمعنى أن التداولات في حدها الأقصى لا تتجاوز الـ 10 آلاف دولار، وهو مبلغ، بحسب وصف أحدهم، يمكن أن تتداوله أي "بقالية" صغيرة في دمشق ويقوم بها شخص واحد..!!
وعلى مستوى أداء الشركات المسجلة في السوق، فإن التدوالات غالباً ما تكون محصورة في شركة أو اثنتين، وفي قطاع المصارف تحديداً، فيما لم تشهد باقي الشركات من غير هذا القطاع أية تداولات على أسهمها إلا في حدود الصفقات التي تجري داخل الشركة بين أعضائها، وهي في العموم محدودة ولم تسجل مثل هذه الحالات سوى مرتين منذ مطلع العام.
من جانب آخر، تشهد إدراة السوق انتقادات واسعة من قبل عدد كبير من المراقبين، والذين يرون أنها تحولت بسبب ضعف الأداء إلى قطاع منسي، لا يكاد أحد من مسؤولي النظام يتطرق له، لا بالنقد ولا بالتقويم، وهو ما سمح لهذه الإدارة بالمزيد من الترهل عبر تعيين موظفين جدد لا يتصفون بالكفاءة المطلوبة لتطوير عمل السوق.
وبحسب المحلل الاقتصادي /ق . ش/ من دمشق، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، فإن سوق دمشق للأوراق المالية هي اليوم أشبه بجثة هامدة تقف على قدميها دون حراك.
ويرى المحلل بأن سبب عدم اهتمام مسؤولي النظام بها أو الإعلان عن إغلاقها، يعود إلى أن الكل ينتظر أن تنتهي الحرب وتبدأ عملية إعادة الإعمار، وهي مرحلة حسب قوله، يمكن أن تشهد إقبالاً كبيراً على السوق وتشهد دخول شركات كبيرة غير قطاع المصارف والتأمين.
وبالنسبة لما يشاع عن عمليات فساد في إدارة السوق، رأى المحلل الاقتصادي، الذي يشغل أيضاً منصباً جامعياً، أن تمويل السوق وخدماته يقوم بها القطاع الخاص وتحديداً الشركات المدرجة وشركات الوساطة المرخصة، فهي تدفع نسبة من أرباحها لتمويل السوق كونها صاحبة مصلحة في استمرارها.
وعبر عن اعتقاده بأن السوق في هذه المرحلة ليست بحاجة لكفاءات وخبرات كبيرة، لأنه لا يوجد ما يستحق العناء من أجله، غير أنه في المرحلة القادمة قد يتطلب الأمر بالاستعانة بخبرات كبيرة فيما لو نشطت السوق، حسب قوله.

التعليق