شركة العقيلة للتأمين التكافلي.. شيعية، بعمائم سُنيّة


كانت شركة العقيلة للتأمين التكافلي (أي الإسلامي)، لصاحبها الكويتي الشيعي، عبد الحميد دشتي، أول شركة تحصل على الترخيص للعمل في سوريا في العام 2007. وقد أدرك دشتي في ذلك الوقت صعوبة أن تعمل على الأراضي السورية، بفكر شيعي، لذلك قام بالإستعانة بعدد من رجال الدين السنة البارزين، ليكونوا على رأس الهيئة الشرعية في الشركة، وهو ما جعلها تحصل على حصة كبيرة من سوق التأمين السورية، حيث أن الكثير من أبناء الشعب السوري، يقيمون وزناً كبيراً لمسائل الحلال والحرام في تعاملاتهم المالية.

في ذلك الوقت لم يكن أحد يعلم بهوية عبد الحميد دشتي الطائفية، والكل كان يظن أنه رجل أعمال كويتي قرر استثمار أمواله في السوق السورية، إلا أنه لم تمض سنة أو سنتين، حتى بدأت تظهر الملامح الطائفية لمشاريع دشتي الاستثمارية، عندما أعلن عن تأسيس شركة للتطوير العقاري في منطقة السيدة زينب حصراً، وأطلق الاكتتاب على شققه السكنية، بأسعار مخفضة، التي كانت متاحة فقط لأبناء الطائفة الشيعية.

ظهر دشتي على حقيقته، بعد الثورة السورية في العام 2011، عندما أخذ يهاجم السعودية والبحرين، على خلفية موقفهما المناهض للنظام السوري، بالإضافة إلى الموقف من التظاهرات في البحرين، وهو ما دفع الكويت لمحاكمته بعد رفع الحصانة عنه، في مجلس النواب الكويتي الذي كان عضواً فيه، والحكم عليه بالسجن لمدة 14 عاماً في العام 2014، والطلب من الانتربول الدولي ملاحقته وتسليمه، حيث أنه فرّ خارج الكويت، وقرر الإقامة في سوريا، التي كان قد حصل على جنسيتها قبل ذلك، بعام.

وبعد أن اتضحت هوية عبد الحميد دشتي الطائفية، تراجعت أعمال شركته، العقيلة للتأمين التكافلي، بنسبة أكثر من 70 بالمئة، في السوق السورية، كما وتراجعت أرباحها إلى أقل من 100 ألف دولار سنوياً.

هذا الأمر دفع دشتي للتخلي عن واجهة رئاسة مجلس الإدارة، لصالح رجل الأعمال الحمصي، برهان الدروبي. كما وتدخل وليد عثمان، سفير النظام في رومانيا، وابن خالة حافظ الأسد، الذي دخل إلى الشركة بثلاثة حصص بأسماء أولاده، وبنسبة تقارب الـ 15 بالمئة من الشركة. وأوعز النظام لعدد من الجهات الحكومية بشراء حصص كبيرة من الشركة، كان على رأسها نقابة المهندسين، التي أصبحت من كبار المساهمين في الشركة.

ومن أجل أن يكسب دشتي، أتباع الطائفتين السنية والشيعية على حد سواء، قام بتعيين الدكتور مصطفى البغا على رأس الهيئة الشرعية في الشركة، وعبد الله نظام، رجل الدين الشيعي، أميناً للسر، وهو بالفعل ما منع الشركة من الانهيار، حيث عاودت الإقلاع بعد العام 2016، بحجم معاملات استطاعت استرجاع حصتها في السوق السورية، التي تقول التقارير بأنها تبلغ أكثر من 30 بالمئة من سوق التأمين في سوريا.

أما دشتي فقد توارى عن الواجهة، وسلم حصته لشركاته ولابنته شهد عبد الحميد دشتي، التي تعتبر من كبار المساهمين في الشركة، وتشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة في الشركة.

آخر البيانات المالية للشركة للربع الثالث من العام الحالي، والتي تم الإعلان عنها مؤخراً، كشفت عن حجم أرباح بأكثر من 130 مليون ليرة، وهو مبلغ لايزال زهيداً، لكنه بالمقارنة مع الفترات السابقة، فإنه يعتبر قفزة نوعية، بعد أن كادت أرباحها تتلاشى تماماً في الأعوام التي تلت 2013.

ترك تعليق

التعليق