الحياة "كل يوم بيومو".. وذعر إغلاق المحلات في دمشق وريفها


(الصورة نشرتها وكالة "سبوتنيك" الروسية)

"كيف سنعيش إذا أغلقوا محلاتنا ونحن نعيش على البيع اليومي ورزقنا قليل"، هذا ما يخشاه "أبو سليمان" السبعيني الذي يعيش على مردود محله في إحدى مدن ريف دمشق الغربي، وهذا حال أغلب أصحاب المحال الصغيرة في الأرياف وأحياء العاصمة الفقيرة.

أما "محمد . س" موظف بلدية في إحدى أحياء دمشق، فيقول لـ "اقتصاد": "رواتبنا الشهرية لا تمكننا من شراء وتخزين مواد لكامل فترة الإغلاق إن حصلت، ونحن من شريحة كبيرة من السوريين تشتري حاجتها اليومية بصعوبة".

بالضبط هو حال أغلب السوريين في العاصمة وريفها من أصحاب محلات ومواطنين، يخشون تطبيق ما يشاع عن إغلاق المحال التجارية قريباً وفرض منع تجول لمكافحة "كورونا"، الذي ينكر النظام وجودها حتى الآن.

أسوأ من الحرب

الصحفية سعاد جروس القاطنة في ريف دمشق كتبت بالأمس منشوراً بهذا الخصوص يصف حال صاحب محل تجاري بعد سماعه بإشاعة إغلاق المحلات: "الذعر اليوم بالشام من فكرة تسكير المحلات. صاحب محل من الجيران واقف على باب المحل وجهو ما بيتفسر، سألته انشالله خير رد بقهر: عم يقولو بدهم بسكروا المحلات؟ كنا ناطرين عيد الام بلكي بيتحرك السوق نتفة.. راح عيد الأم بالكورونا".

تتابع سعاد منشورها على لسان صاحب المحل بخصوص نتائج هكذا قرار إن تم تطبيقه: "عم أحسبها أنو بيومين عطلة اكلنا هوا اذا اسيوعين تعطيل وتسكير بدنا ناكل (...) قد كل شي اكلناه بتسع سنين".

المعلقون على المنشور تعاطفوا مع شريحة "اليوم بيومو"، وبعضهم حملهم مسؤولية الوصول إلى هذا القرار بسبب استهتارهم بالوباء: "لو الناس التزمت وما كانت المطاعم والمقاهي مليئة ما كان ممكن حدا يفكر بـ تسكير المحلات أو منع تجول".

آخرون علقوا بوصف حال البلد التي لا تحتمل أية هزة جديدة فهي بالكاد واقفة: "نحنا مجتمع تم استهلاكه بالكامل صارة نسمة الهوى تقلبنا". ورد آخر: "الله يعين الناس في شرائح واسعة عايشة يوم بيوم".

زحام الحميدية

في ردة قعل على ما يمكن تطبيقه من تضييق على حركة الناس يرى آخرون أن ما يستفز هي الصور التي تم نشرها من سوق الحميدية المكتظ بالمتسوقين، وكذلك الصور من الربوة التي اكتظت بالمتنزهين مع أول يوم من إعلان تعطيل المدارس.

يعلق حول هذا الأمر أحد المتحاورين في المنشور السابق: "تم نشر صور للمطاعم وكذلك صور للازدحام في سوق الحميدية. مفهوم أن يكون ازدحام على محلات البقاليات والخضار والخبز لكن من غير المفهوم الزحمة في الحميدية. الامر حقيقة مو لعبة. المشافي والأطباء بدون وباء عم نعرج فلا قدر الله بـ الوباء شو بصير".

ممانعة كورونية

النظام بدوره لا ينفك عن إبراز طرق تعامله مع الفيروس القاتل، وتقوم وسائل إعلامه بالتركيز على أداء مشافي النظام العظيمة في التحضير لاستقبال المصابين، وقيام فرقه بتعقيم المدارس والمؤسسات والشوارع، وكل هذه الإجراءات تدار تحت عنوان "لا إصابات في سوريا".

أما أحوال الناس وظروفهم فهي في يد المجهول الذي لا يتمناه أحد لجموع السوريين الذي يعيشون وفق المثل السوري "عيشني اليوم وموتني بكرة".

ترك تعليق

التعليق