انتعاش مرتقب للزراعات الصيفية وتربية الأسماك في درعا


أدت المنخفضات الجوية المتلاحقة خلال فصل الشتاء الحالي، إلى سقوط كميات غزيرة من الأمطار على المناطق السورية بشكل عام، وعلى محافظة درعا بشكل خاص، الأمر الذي ساهم في زيادة مخازين سدود المحافظة، وتعويض جزء كبير من الفاقد المائي، الذي عانت منه المحافظة خلال السنوات الماضية، نتيجة الاستنزاف الجائر لمصادر المياه.

وأشارت مصادر محلية وشهود عيان إلى أن العديد من سدود المحافظة، البالغ عددها نحو 16 سداً، وصلت مخازينها إلى حدها الأعظمي، الأمر الذي دفع الجهات المسؤولة عن السدود، إلى فتح الفضالات والمسارب المائية، للتخلص من الفائض خوفاً على جدران السدود من التصدع الذي من الممكن أن يلحق بها، نتيجة حجم الفائض الكبير.
 
وقالت مصادر في مديرية الموارد المائية في المحافظة، وهي جهة تابعة للنظام مسؤولة عن السدود، إن تواصل الهطل المطري، وغزارته خلال شهر كانون ثاني وشباط من العام الحالي، أدى إلى رفع نسب التخزين في السدود إلى أكثر من 70 في المئة، من إجمالي التخزين العام للسدود، والذي تقدر طاقتها التخزينية العظمى بنحو 92 مليون متر مكعب.
 
وأضافت ذات المصادر أن غزارة الأمطار التي شهدتها المحافظة خلال فصل الشتاء الحالي، أدت أيضاً إلى تعويض الفاقد المائي الكبير في مخزون بحيرة المزيريب الطبيعية، التي كانت قد جفت الصيف الماضي، إضافة إلى أنها تسببت في جريان عدد من الأودية الجافة والسيول المغذية للسدود، لا سّيما وادي العرام، ووادي العلان، ووادي الرقاد، المغذية لسدود الشيخ مسكين، وسحم الجولان، وتسيل، وغدير البستان، في ريف درعا الغربي.

وقال المهندس الزراعي صلاح الدين المحمود، الخبير في الشأن الزراعي في المحافظة، إن سدود سحم الجولان، وعابدين، وغدير البستان، وتسيل وابطع الصغير، الواقعة في ريف درعا الغربي، وصل تخزينها إلى أقصاه، فيما تراوحت نسب التخزين في باقي سدود المحافظة الواقعة في الريف الغربي، والشمالي الغربي، إلى ما بين 50 و60 بالمئة، أما تلك الواقعة في الريف الشرقي، فمازالت نسب التخزين فيها شحيحة، بسبب قلة الهاطل المطري في تلك المناطق.

وأشار إلى أن السدود في ريف درعا الشرقي، تعتمد في تخزينها على ذوبان الثلوج فوق المرتفعات القريبة منها، وهو الأمر الذي لم يحصل حتى الآن.

وأكد أن التخزين الحالي في سدود الريف الغربي، سيوفر المياه اللازمة والكافية لري الزراعات الصيفية، لا سّيما البندورة، والبطاطا والخضروات الورقية، موضحاً أن السدود كانت تروي عبر شبكات الري المنفذة عليها، أكثر من 8 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة، في مناطق المحافظة كافة.

لكنه أشار إلى أن هذه المساحات تقلصت خلال السنوات القليلة الفائتة، نتيجة تعرض شبكات الري ومحطات الضخ إلى التخريب، بسبب المعارك وعجز الجهات صاحبة العلاقة عن إصلاحها، بحجة وقوعها في المناطق الساخنة.
 
وأضاف أن امتلاء السدود وزيادة مخازينها، سينعش تربية الأسماك من جديد، حيث تعتبر السدود الأماكن المناسبة لمشاريع تربية الثروة السمكية في المحافظة، لافتاً إلى أن السدود كان تدر سنوياً أرباحاً معقولة على مديرية الموارد المائية، لقاء طرحها للاستثمار، كما أن مشاريع تربية الأسماك، كانت تؤمن عشرات فرص العمل لبعض الأسر المحتاجة التي تعمل في هذا المجال.


ترك تعليق

التعليق