"اقتصاد" ترصد أوضاع اللاجئين السوريين قرب بيروت ..الناعمة يقطنها 8500 لبناني وتستضيف 7 آلاف سوري

 الشيخ حسين :كل أحد وأربعاء نسجل الوافدين الجدد لتنظيم أوضاعهم
مساعدات شحيحة وغير دورية...وغياب لمفوضية اللاجئي

 في محاولاتها لرصد مساعي المتبرعين والعاملين في مجالات إغاثة ومساعدة اللاجئين السوريين، وتقديم نماذج عنهم، عرضت "اقتصاد" سابقاً تفاصيل عن رحلة سوري يقيم بالسعودية إلى لبنان لإغاثة اللاجئين. وخدمةً لنفس الهدف، قررت "اقتصاد" حصد معلومات أكبر عن أوضاع اللاجئين السوريين وطبيعة المساعدات المقدمة لهم، في منطقة جنوب بيروت، هي حارة الناعمة....لذلك أجرينا هذا الحوار مع أحد إداريي مسجد أبو بكر الصديق الذي يشرف على تنسيق وإدارة المساعدات للاجئين السوريين في هذه المنطقة.
 وبدايةً نقدّم بعض المعلومات عن المنطقة المذكورة: فمنطقة (الناعمة –حارة الناعمة) تقع في قضاء الشوف أحد أقضية محافظة جبل لبنان تبعد ناعمه -حارة الناعمه 21 كلم عن بيروت عاصمة لبنان.
 يبلغ عدد السكّان المسجّلين في ناعمه -حارة الناعمه 8520 نسمة، حسب أرقام العام 2009.
 
تعدّ المنطقة مختلطة طائفياً، بين سنّة وشيعة، مع غلبة ديمغرافية للسنّة، ووزن شعبي كبير لتيار المستقبل، إلى جانب تنامي الميول السلفية في أوساط أبنائها، مع تواجد محدود لحزب الله عبر بعض الجمعيات والأفراد المتعاونين معه في أوساط النازحين من الجنوب اللبناني.
 
وهي مختلطة عرقياً، ففيها عرب وأكراد، وفيها الكثير من البيروتيين الذين ضاقت بهم العاصمة فاتجهوا إلى الضواحي، واشتهرت بأنها المسلك الشرقي للأوتستراد الساحلي بين بيروت –صيدا.
 
وقد قطع شُبان المنطقة ذات الغالبية السنيّة، الأوتستراد الساحلي بإطارات السيارات المشتعلة عدة مرات، في احتجاجاتهم على انقطاع الكهرباء، وعلى نقص الخدمات إجمالاً، لكن أبرز ما ميّز المنطقة مؤخراً دخولها الساخن على خط التوتر السنّي-الشيعي الذي وصل مستويات متقدمة بين ربيع ونهايات صيف العام الماضي، بعد حادث مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه محمد حسين مرعب، على حاجز للجيش اللبناني في عكار، ومن ثم حادث مقتل شابين من أبناء حارة الناعمة تحديداً، في خلاف مسلح بين أنصار لـ 14 آذار وأنصار لـ 8 آذار، سرعان ما تم تطويق تداعياته بسرعة.
 عُرف عن غالبية سكان المنطقة تعاطفهم الكبير مع الشعب السوري وتضامنهم معه، فقد ظهرت أعلام الثورة السورية في شوارعها في أكثر من مناسبة، إلى جانب احتضانها لعدد كبير من اللاجئين السوريين.
 
من أبرز مساجدها مسجد أبو بكر الصديق، حيث أجرينا حواراً مع أحد إدارييه، الشيخ (حسين، ف)، حول وضع اللاجئين السوريين في حارة الناعمة:
 
كم يبلغ عدد اللاجئين السوريين في المنطقة؟
 "لدينا حوالي 800 عائلة، في بعض العائلات أربعة أو خمسة أفراد، وفي بعضها يصل العدد إلى قرابة 20 فرداً مجمل العدد يتراوح بين 6000 إلى 7000 لاجئ سوري".
 
كيف تنظمون أوضاعهم؟
 لدينا سجلات في إدارة المسجد، لكل عائلة سجل يحوي معلومات وثبوتيات خاصة بهم، أعدادهم، من أين هم، أوضاعهم الصحية والمعيشية....إلخ.
 
ما أبرز المساعدات المقدمة لهم من جانبكم؟
 نقدم لهم بطانيات، ونساعد في تحمل تكاليف بعض الولادات، وهناك مدرسة بالضيعة تحوي حوالي 50 عائلة، بعض سكان المنطقة يستضيفون لاجئين في بيوتهم، وكل أحد وأربعاء نسجل الوافدين الجدد لتنظيم أوضاعهم وترتيب سجلات خاصة بهم لتنظيم تقديم المساعدات بصورة عادلة بينهم، بالعادة نسجل في كل مرة 40 عائلة، لكن في المرة الأخيرة تراجعت الأعداد إلى حوالي 15 عائلة فقط، والسبب يعود إلى شح المساعدات، وعدم قدرتنا على تأمين كل متطلبات وحاجات اللاجئين،...في تبرع لأحد السوريين كانت حصيلة العائلة فقط 23 دولاراً، نحاول أن نوظف ما نستطيع منهم، وقد وظفنا الكثيرين، لكن ليس الجميع.
 
ألا تتلقون مساعدات من منظمات إغاثة دولية أو عربية وإسلامية؟
 هناك بعض المساعدات من الهيئة السعودية للإغاثة وبعض الجميعات الأهلية، لكنها ليست مساعدات دورية، هي مساعدات تتم من حين لآخر، ولا تكفي الحاجات.
 
ألم تتلقوا مساعدات من مفوضية شؤون اللاجئين؟
 لا.
 
هل هناك حالة امتعاض في أوساط سكان المنطقة من اللبنانيين بسبب مزاحمة السوريين لهم في السكن وفرص العمل؟
 لا، في منطقتنا هناك تقبل للسوريين، ...ارتفعت الإيجارات بسببهم نعم، لكن بالنسبة للعمل فهم يتحركون بحرية ويعملون كما يريدون، ونحن نحاول توظيف من نستطيع منهم.
 
ماذا عن مناطق أخرى في لبنان؟
 هناك مضايقات في مناطق لبنانية أخرى، في حالة رواها لي أحد السوريين أنهم اختطفوا ابنه في الضاحية الجنوبية في بيروت لمدة 24 ساعة، ومن ثم أطلقوا سراحه، وقالوا له (كنا عبنمزح معك بس)....وفي مناطق في بيروت يعمل السوريون بالسخرة.
 
هل من مناطق محددة ينحدر منها اللاجئون لديكم تحديداً؟
 الكثير من اللاجئين لدينا من الريف الغربي لدمشق.
 
ما أوضاع أولاد اللاجئين التعليمية؟
 حاولنا مساعدتهم في هذا الجانب، ففتحنا داراً لتعليم الأولاد القرآن وأولويات اللغة والحساب.
 
• شكراً جزيلاً لك.
 
أبرز ما لفت انتباهنا في حوارنا مع الشيخ سؤاله المتكرر لنا إن كنا نملك معلومات عن تطورات الموقف الميداني في ريف القصير، وإن كنا نملك معلومات حول تورط حزب الله في المعارك هناك، وقد كان من الواضح أن آثار تورط حزب الله بدأت تلقى صداها السلبي في أوساط المسلمين السنّة في لبنان، الذين كان من الواضح، خاصة في حوارنا مع الشيخ، تعاطف شرائح كبيرة منهم مع السوريين، واستعدادهم لتحمل المتاعب بغية دعمهم ومساعداتهم.
 
وإن انتبهنا إلى أن المنطقة محدودة السكان، لا يتجاوز عدد سكانها حوالي 8500 نسمة، وتستضيف ما يُقارب 7000 لاجئ سوري فإن ذلك يُشكّل عامل ضغط ديمغرافي واقتصادي كبير على سكان المنطقة، من الملفت أن نجدهم يتقبلونه بترحاب، حسب ما أخبرنا به الشيخ (حسين، ف).

ترك تعليق

التعليق