واقع التعليم في الرقة...في ظلال "داعش"

أجرت وكالة "مسار برس" تحقيقاً خاصاً حول واقع العملية التعليمية في مدينة الرقة في ظل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ورصدت الوكالة تراجعاً ملحوظاً للتعليم بفعل قوانين جديدة سنّها أمراء التنظيم، ألزموا المدرسين على اتباعها، مما أدى إلى انحراف العملية التعليمية عن مسارها.

وفي التحقيق، رصدت "مسار برس" آراء بعض المدرسين، ومنهم المدرس اسماعيل الحسين الذي قال إنه قبل سيطرة تنظيم الدولة على المدينة كانت المدارس تحصل على معونات تشمل حقائب مدرسية ودفاتر وأقلام يتم توزيعها على الطلاب، أما بعد سيطرة التنظيم، قُطعت كافة المعونات والمساعدات عن المدارس، مضيفاً أن معظم الطلاب لاجئون من محافظات أخرى، ويعانون من أوضاع مادية صعبة.

بدورها أشارت المدرّسة فاطمة الحمود إلى أن تنظيم الدولة في العراق والشام أجبر المدارس في الرقة على تغيير العطلة الرسمية لتصبح يومي الخميس والجمعة بدلاً من الجمعة والسبت، مبينة أن هذا الأمر مخالف للعطلة الأسبوعية التي أقرتها وزارة التربية في حكومة الأسد.

ولفتت الحمود إلى أن نظام الأسد كان يدفع قبل تغيير موعد العطلة الأسبوعية رواتب للمدرسين بشكل دائم، ولكن بعد إجبار التنظيم للمدارس على تغيير العطلة قام نظام الأسد بقطع الرواتب، دون أن يقوم التنظيم بتعويض الرواتب المنقطعة.

وذكرت الحمود أن عناصر التنظيم يقومون من حين لآخر باقتحام المدارس للتفتيش عن النقاب الذي فرض على المدرسات وليتأكدوا أيضاً من عدم اختلاط المدرسات بالمدرسين.

ويؤكد العديد من المدرسين أن المضايقات والصعوبات التي تواجههم بسبب تنظيم الدولة لم تقتصر فقط على التعليم الأساسي والثانوي بل امتدت إلى التعليم الجامعي في المدينة.

وقال الدكتور خالد خضر –وهو رئيس قسم في جامعة الفرات بالرقة– إن تنظيم الدولة فرض على الجامعات، بحجة منع اختلاط الطلاب والطالبات، شرط الدوام الجزئي والذي ينص على دوام فئة الذكور 3 أيام في الأسبوع فقط وفئة الإناث أيضاً 3 أيام، بحيث لا يجتمعان مع بعضهما أبداً، مضيفاً أن وزارة التعليم في حكومة الأسد أصدرت قراراً بإغلاق كافة الجامعات في المدينة وقطع رواتب طواقمها بعد تلك الإجراءات من تنظيم الدولة. وأشار خضر إلى أن تنظيم الدولة يقوم بشكل متكرر باقتحام قاعات المحاضرات في الجامعة وتوزيع منشورات على الطلبة.

وكان يوجد في الرقة أكثر من 3500 طالب جامعي عانوا من التشتت والضياع بسبب الإجراءات الأخيرة وحرمانهم من متابعة دراستهم في المدينة، وقد اضطر معظمهم للسفر إلى محافظات أخرى لمتابعة دراستهم.

يذكر أن مدينة الرقة خرجت في آذار/مارس من العام الماضي عن سيطرة نظام الأسد بشكل كامل، حيث تخضع المدينة منذ نحو عام لسيطرة شبه كاملة من قبل تنظيم الدولة الذي طرد بقية فصائل الثوار من المدينة منذ نحو شهرين، وهو يخوض حالياً عدة معارك في ريف المدينة للحفاظ على بقائه بداخلها.

ترك تعليق

التعليق