الوقود وحليب الأطفال وحتى الخضار.. درعا التي فقدت كل شيء

ككل البلدات التي صار مشهد النزوح منها اعتيادياً، والفرار بالنفس والولد تحت وطأة القصف واشتداد المعارك صورة اعتادت عليها مدن وبلدات سوريا؛ شهدت الشيخ مسكين في محافظة درعا في الآونة الأخيرة نزوح أهاليها حيث خرج من المدينة نحو 600 أسرة، كما نزح أهالي كل من"إبطع وداعل ونوا" إلى مدن أخرى أكثر أماناً.

ويعيش الأهالي حالة مأساوية ويعانون من نقص حاد في الأدوات الطبية وتردي الوضع الصحي وخاصة بعد توقف عدد من المشافي  الميدانية عن العمل جراء استهدافها بالقصف الجوي.

 الناشطة الصحفية، سارة الحوراني، أكدت لـ "اقتصاد" أن تسعة مشافي ميدانية متوزعة في مدن وبلدات المحافظة استهدفها القصف الجوي بشكل مباشر ما أدى لتعرضها لأضرار متفاوتة ما بين تدمير جزئي وتدمير كلي.

ارتفاع الأسعار وندرة في المواد

وما يزيد الأمور سوءاً ارتفاع الأسعار بشكل غير معقول وانقطاع الطحين الأبيض في معظم الأوقات، حيث يشهد الخبز ارتفاعاً في الأسعار إضافة إلى السكر والرز والزيوت التي صارت أسعارها خيالية.

وتقول سارة الحوراني إن المحافظة التي كانت منتجة للخضار باتت اليوم فقيرة لها.

وتضيف: "بالنسبة للتدفئة فقد يتراوح سعر طن الحطب ما بين 35 إلى 40 ألف ل.س، والوقود بـ 250 ل.س للتر الواحد، وكثير من الأسر تعجز عن تأمين الوقود فتلجأ إلى إحراق كل ما تصل له أيديهم من بلاستيك وحتى أثاث منازلهم"، على حد تعبيرها.

حليب الأطفال مشكلة تؤرق الأهالي

تعاني مدينة درعا اليوم من فقدان الكثير من الأدوية اللازمة وخاصة أدوية القلب والضغط والسكري، أما بالنسبة لحليب الأطفال، فقد من الأسواق ويتراوح سعر العلبة إن وجدت ما بين 1900 و 2500 ل.س.

"وغالباً ما يعجز الأهالي عن تأمينها فيلجؤون إلى بدائل غير صحية مما يسبب أمراض معوية وسوء تغذية للطفل وفقراً بالدم"، تقول سارة الحوراني.

وتشير إلى أن تلوث المياه واعتماد الأهالي على مياه الآبار الزراعية أدى إلى انتشار الأمراض كمرض التيفوئيد واليرقان والحمى المالطية والجفاف لدى الأطفال.

وفي نهاية حديثها لـ "اقتصاد" قالت سارة: "إنه لابد من التركيز على خطورة فقدان حليب الأطفال الذي بات يؤرق الأهالي ويشكل عبئاً نفسياً عليهم".

ترك تعليق

التعليق