عودة الكهرباء لـ "سلمى" تكلف ٤ مليار ليرة، فكم من سلمى في سوريا؟!


إذا كانت عودة الكهرباء لبلدة سلمى، تحتاج بحسب تصريحات وزير كهرباء النظام إلى أكثر من ٤ مليارات ليرة، فكم هي التكلفة الحقيقية لعودة الكهرباء لمئات البلدات التي تشبه سلمى في وضعها المأساوي..؟!
 
كل المؤشرات التي تتحدث عن الخسائر الاقتصادية التي منيت بها سوريا، وتقدرها بـ ٣٠٠ مليار دولار، على ما يبدو أنها تتحدث عن العودة إلى دولة الخيام والمخيمات في أحسن الحالات، بينما العودة إلى سوريا الدولة والشعب، فعلى ما يبدو أن الأمر بحاجة لتريليون دولار.!!

نموذج الكهرباء لوحده يعكس حقيقة ما باتت عليه مأساة سوريا في ظل هذا النظام، الذي تعمد ضرب البنية التحتية في المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة، في محاولة للضغط عليها ودفع السكان للهروب من بيوتهم، كما أنها جزء من سياسة الأرض المحروقة التي اتبعها النظام في حربه على السوريين.

لقد أوغل النظام في تدمير كل ما يعتقد أنه من إنجازاته، تطبيقاً لشعار "لم نسلمكم سوريا إلا كما استلمناها قبل نحو خمسين عاماً"، لذلك نجد أن الدمار المؤذي الذي نفذه النظام كان يتقصد البنية التحتية والمرافق العامة من مؤسسات حكومية ومدارس ومستشفيات، إذ يقدر تقرير المركز السوري لبحوث السياسات الذي صدر موخراً في جرد لخسائر العام ٢٠١٥، أن نسبة الدمار في البنية التحتية والمرافق الحكومية تترواح بين ٤٠ إلى ٧٠ بالمئة بحسب المنطقة، لافتاً إلى أن إعادة تأهيل قطاع الكهرباء والتعليم والصحة بحاجة لإمكانيات هائلة ويصعب تقدير خسائرها، والتكلفة الحقيقية لإعادة تأهيلها.

ترك تعليق

التعليق