4 تجار يحتكرون استيراد أعلاف الدواجن بسوريا.. وصناعتها على وشك الانهيار
- بواسطة ريف حمص – خاص - اقتصاد --
- 24 آذار 2016 --
- 0 تعليقات
بدأ العد التنازلي لانهيار صناعة الدواجن في سوريا، بعد ارتفاع أسعار الأعلاف والدواء البيطري بنسبة تقارب 400%، وعجز المربين عن توفيرها.
وعلم موقع "اقتصاد" أن 75% من العاملين سابقاً بتربية الدواجن أصبحوا الآن خارج هذا المجال.
وأكد طبيب بيطري يدعى "أبو عمرو" ارتفاع أسعار الذرة الصفراء من 25 ألف ليرة للطن عام 2011، إلى 100 ألف ليرة سورية حالياً.
وزاد طن فول الصويا من 50 ألف ليرة إلى 200 ألف ليرة.
وأرجع أبو عمرو السبب إلى احتكار استيراد هاتين المادتين من قبل 4 أشخاص معروفين في سوريا وهم: "الأخرس، أنبوبا، جود، والعسّاف"، إضافة لتراجع صرف الليرة السورية بشكل كبير جداً أمام الدولار.
وحمّل الطبيب البيطري "أبو عمرو" وزارة الاقتصاد بحكومة النظام مسؤولية الانهيار الوشيك للصناعة، التي كان يعمل بها قبل العام 2011، قرابة 20% من سكان سوريا، ما بين مربي وفني وطبيب بيطري وتاجر.

ويرى الطبيب البيطري أبو عمرو أن حكومة النظام تتحمل مسؤولية انهيار هذه الصناعة لأنها فوّضت أشخاصاً معدودين لعملية الاستيراد.
بدوره، أضاف طبيب بيطري آخر، يُدعى "حسان"، بعداً آخر لأزمة صناعة الدواجن، مشيراً إلى أن سعر صحن البيض يُباع حالياً بالعاصمة دمشق بسعر يتراوح ما بين ( 700- 900 ليرة)، في حين أن تكلفة إنتاجه تزيد عن 1200 ليرة، ويحقق مربي دجاج البيّاض 300 ليرة خسارة في كل صحن.
وأشار إلى أن الجهة الوحيدة المستفيدة من أزمة الدواجن، هي فئة التجار، الذين يُدخلون دجاجاً مثلّجاً وطازجاً من تركيا وكردستان العراق، ويحققون أرباحاً كبيرة، في حين أن صاحب المزرعة المتحمّل للمخاطرة الكاملة في هذه الظروف الأمنية الخطيرة، يحقق خسائر في الفروج والبيض 25 بالمائة.
ورداً على سؤال لمراسل "اقتصاد" في المنطقة الوسطى، عن حجم التربية حالياً، وأين تتركز؟، قال الدكتور حسان: "تراجعت صناعة الدواجن في سوريا خلال السنوات الأربع الماضية بنسبة 75%، بسبب تدمير معظم مزارع الدواجن من قبل جيش النظام بالمناطق الثائرة ضده، إضافة لاتخاذ قسم منها مقرات لجيشه في أرياف حماة وحمص وإدلب وحلب، هذا بالإضافة لاحتكار عمليات استيراد الأعلاف من قبل أشخاص معدودين"، لافتاً إلى توقف المربين الكبار عن التربية بسبب الظروف الأمنية السيئة، وتدمير منشآتهم من قبل طيران النظام، كما حصل مع الصيّاد وكيل شركة "روص" العالمية للدواجن في سوريا ولبنان، حيث قام طيران النظام ومنذ 3 أعوام بتدمير منشآته بريف حمص الشرقي (منطقة الفرقلس)، والتي تعد الأكبر في سوريا، وقيمتها قرابة 300 مليون دولار.
إنتاج البيض في سوريا يتراجع من 4 مليار إلى مليار واحد
من جانبه، قدّر مدير مكتب لتسويق الدواجن في مدينة حماة، ويدعى "أبو محمد"، عملية التربية حالياً، بحوالي 20% للفروج اللاحم، و30% للدجاج البيّاض، مضيفاً في حديثه لمراسل "اقتصاد" في حمص وحماة، أن تربية البيّاض تراجعت حالياً، بعد أن شهدت تحسناً في النصف الثاني من العام الماضي، وذلك بسبب "الأنفلونزا" التي ضربت سوريا مؤخراً، وأدت إلى نفوق نصف مليون فرخة بيّاض في عدة محافظات سورية.
وأضاف "أبو محمد": "هناك مربي دجاج البيّاض (غ-ع) من محافظة حماة، انخفض حجم التربية عنده من 400 ألف فرخة في العام الماضي، إلى 20 ألف حالياً، بسبب خسائره المتتالية".
وتوقع "أبو محمد" أن تتحول سوريا، والتي كانت تنتج سنوياً قرابة 4 مليارات بيضة، إلى مستوردة لبيض المائدة والفروج اللاحم.
ورداً على سؤال آخر لـ "اقتصاد" عن الإنتاج الحالي من البيض والفروج، قال أبو محمد: "لا توجد حالياً إحصائيات دقيقة، وإنما الإنتاج من البيض يقارب المليار بيضة سنوياً وعشرات الأطنان من لحم الفروج"، مشيراً إلى أن التربية تتركز حالياً في ريف حمص الغربي، وصولاً إلى الساحل السوري، والمنطقة الغربية من السلمية وريف حماة الغربي، وتربية محدودة في كل من ريف دمشق، وريف إدلب وحلب ودرعا.
كان المدير العام لمؤسسة الدواجن، التابع للنظام، قد حذّر في بداية العام الجاري 2016، من فقدان منتجات الدواجن بشكل نهائي من الأسواق السورية، وتحوّل المستهلك السوري إلى مستورد لهذه المنتجات، مضيفاً أن مؤسسته، والتي تعد الأكبر في سوريا، انخفض إنتاجها في العام 2015 إلى 175 مليون بيضة، و150 طناً من لحم الفروج.
البيضة بـ60 ليرة
هذا ولا تزال أسعار الفروج والبيض أكبر من قدرة المواطن السوري الشرائية، وخاصة بالمناطق المحاصرة من قبل النظام، كالريف الشمالي لحمص.
وعلم مراسل "اقتصاد" في حمص، أن كيلو الفروج الحي في ريف حمص الشمالي، يباع حالياً بسعر يتراوح ما بين( 800- 900 ليرة)، أما صحن البيض فتجاوز سعره (1700 ليرة)، وتباع البيضة الواحدة بـ 60 ليرة سورية.

التعليق