آثار من استمرار قطع طريق "الغذاء مقابل النفط" في ريف حلب الشمالي
- بواسطة د. عبد المنعم حلبي – اقتصاد --
- 03 أيار 2016 --
- 0 تعليقات
يستمر قطع الطريق الواصلة بين مناطق سيطرة تنظيم الدولة والمناطق المتبقية تحت سيطرة فصائل الجيش الحر في ريف حلب الشمالي، في خضم معارك كر وفر متواصلة بين الطرفين، والتي ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ منذ قيام فصائل للجيش الحر بفرض سيطرتها على بلدة (الراعي) الحدودية المهمة، والتي ما لبث تنظيم الدولة أن استردها، ليقوم بعد ذلك بشن هجمات متكررة وصلت ذروتها أمس الإثنين 2/5/2016 عند سيطرته على قرى (دوديان) و(إكدة) و(حوار كلس)، قبل أن ينسحب من هاتين الأخيرتين مجدداً، جراء هجوم معاكس.
ومنذ هجوم (الراعي) تم وقف مرور السيارات الشاحنة والمدنية بالكامل في الطريق الواصلة بين مناطق السيطرتين المذكورتين للأسبوع الثالث على التوالي، تخللها فتح صوري مؤقت لهذا الطريق، الأمر الذي أفضى إلى نتائج تزداد حدةً على الواقع المعيشي للسكان المدنيين القاطنين في ريف حلب الشرقي والرقة وريف دير الزور الموصوف بالمنطقة الشرقية، حيث تشهد الأسواق ارتفاعاً كبيراً جداً في أسعار السلع الغذائية بما فيها الخبز، وسط مخاوف باستمرار الحالة التي أصبح البعض يعتقد أنها تقع ضمن ترتيبات إقليمية ودولية لفرض حصار على مناطق سيطرة تنظيم الدولة، والذي أصرَّ في وقت سابق على فتح الطريق الواقع على الشريط الحدودي ليضمن هدوءً عسكرياً في المنطقة، وعدم قيام فصائل الجيش الحر باستهداف بلدة (الراعي) مجدداً.
وتتجاوز حدود تأثير قطع هذا الطريق على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، لتصل المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، والتي بدأت تعاني حالة أكثر صعوبة، نتيجة لتزامن ما حدث في ريف حلب الشمالي مع قيام إقليم كردستان-العراق بالتشديد في الطريق الواصلة بين العراق ومناطق سيطرة هذه الوحدات، ليجد المدنيون أنفسهم -هنا وهناك-في معاناة واحدة وإن اختلفت حدتها، وعرضة سهلة لضرب قوت ومصادر رزقهم ومعيشتهم بصورة غير مسبوقة.
كما بدأت المخاوف تجتاح من جديد جموع المستثمرين والتجار السوريين القاطنين في الجنوب التركي، ولاسيما في مدينة (غازي عينتاب)، والذين يستثمرون بمئات الملايين من الدولارات في السوق السورية اعتماداً على مصادر تركية، في ظل مخاوف أمنية تعتري أجواء المدن التركية الحدودية مع سوريا، مما قد يشكل قوة نابذة إضافية وخطيرة قد تدفع بهم إلى اللحاق بنظرائهم الذين سبقوهم في الأشهر الماضية، عدا عن التأثير المباشر الذي ظهر في وقت أقل من المتوقع على واقع بعض الصناعات التحويلية والغذائية التركية في هذه المدينة، حيث بدأت بعض هذه المصانع بخفض إنتاجها بشكل ملحوظ، في صورة توضح عمق التداخل العضوي بين المصالح الاقتصادية، والتطورات العسكرية والأمنية، بين ضفتي الحدود السورية - التركية، والتي يدفع المدنيون بصورة عامة، كما كانت هي العادة دوماً منذ خمس سنوات، أثماناً لا يعرفون متى ستنتهي.

التعليق