النظام يعلن الحرب للحصول على القمح من الفلاحين.. فماذا عن المعارضة..؟


اجتماعات على مستويات عليا وقرارات مهمة وتوجيهات من رأس النظام،.. هذا ما تتحدث عنه وسائل إعلام النظام في تسويقها للحرب المعلنة من أجل الحصول على قمح الفلاحين لهذا الموسم وحتى لا تتكرر مأساة العام الماضي عندما لم يستطع النظام استلام سوى أقل من 450 ألف طن من القمح من أصل أكثر من 2 مليون طن هو إنتاج سوريا من هذه المادة.. ويومها ثار السؤال: أين ذهبت باقي الكمية..؟، وهل المعارضة هي التي استأثرت بها..؟

الاجتماعات عقدت برئاسة رئيس حكومة النظام، وبتوجيه مباشر من بشار، وجرت بحضور وزراء الكهرباء والنفط والثروة المعدنية والمالية والاقتصاد والتجارة الخارجية والنقل والتجارة الداخلية وحماية المستهلك وحاكم مصرف سورية المركزي وعدد من معاوني الوزراء ومحافظو الحسكة وحلب وحماة ورئيس الاتحاد العام للفلاحين ومديرو المصارف العامة والشركات العاملة في إنتاج وتسويق الحبوب ومدير مؤسسة الحبوب.

 أما القرارات المهمة التي خرج بها هذا الجيش من المسؤولين، فهي تخصيص مبلغ 100 مليار ليرة من أجل استلام محصول الفلاحين من القمح، مع رفع سعر كيلو الاستلام إلى 100 ليرة، بزيادة أكثر من 30 ليرة عن العام الماضي والذي كان أقل من 70 ليرة للكيلو.
 
وإذا ما نقاشنا الفارق في السعر بين العام الماضي وهذا العام وبالنظر إلى تبدل سعر صرف الدولار، فإن النظام يكون قد خفض قيمة الاستلام إلى النصف تقريباً، لأن سعر الصرف في العام الماضي كان يتراوح من 325 إلى 400 ليرة.. بينما اليوم يتجاوز الـ 630 ليرة وهو قابل للزيادة كثيراً عندما يحين موعد استلام القمح في شهر تموز القادم..
 
على الجانب الآخر، ونقصد المعارضة، فإن هناك صمت تام حيال الاستعدادات للمنافسة من أجل الحصول على القمح كما حدث في العام الماضي.. وربما أن المعارضة تراهن على أن أغلب مناطق الإنتاج تقع تحت سيطرتها، وبالتالي من الطبيعي أن يبقى المحصول داخل هذه المناطق.. غير أن العملية اليوم لا يمكن حسابها على هذا النحو.. فأغلب الظن أن النظام لن يترك الأمور تسير كما العام الماضي، والاجتماع الذي عقده بحضور كل هذا الكم من المسؤولين لم يكن ينقصه سوى وزراء الدفاع والداخلية، ولربما كان هناك ممثلين عنهم لم تذكرهم وسائل الإعلام.. لكنه يدرك أن حرب الحصول على القمح باتت حرب وجود، نظراً للتكلفة العالية التي دفع ثمنها هذا العام عبر الاستيراد بالعملة الصعبة، والتي تجاوزت بحسب بياناته الـ 350 ألف طن من القمح..
 
نعتقد أن الاستعدادات التي أعلن عنها النظام لاستلام محصول القمح لهذا الموسم، هي بمثابة إعلان حرب.. فهو يدرس كل الاحتمالات، بما فيها تأمين طرق الاستلام، وتوفير أسطول من السيارات الشاحنة، ومراكز استلام قريبة من مواقع الإنتاج، وبالإضافة لكل ذلك، أعلن عن استعداده لحماية المحصول منذ الآن مع إمكانية الدفع للفلاحين فوراً بعد الحصاد..

كل هذه التحضيرات والاستعدادات يجب أن تأخذها المعارضة ممثلة بالمجالس المحلية في الداخل، بعين الاعتبار.. ويجب أن تنطللق منذ اليوم بتقديم الخطط والمقترحات، وطلب المساعدات.. لأن المعركة مع هذا النظام يشكل الجوع أحد أبرز أسلحتها، والتي لم يوفرها النظام من أجل تركيع الثائرين ضده..

ترك تعليق

التعليق