اقتصاديات.. هموم التجار وزوج الأم "الشاذ جنسياً"
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 15 أيار 2016 --
- 0 تعليقات
لم نكن نتوقع أن نعيش لنسمع مصطلح "هموم التجار".. كنا نعتقد أن هذه الفئة من البشر هي التي تتسبب بالهموم للجميع..
لكن على ما يبدو أن التجار هذه المرة، عن جد "مهمومين".. وأنا أصدق، أن البعض منهم يتمنى لو أنه أصبح شاذاً جنسياً، على أن يتم وضعه في هذه الحالة التي بات عليها..
المهم أن التجار الآن يتنقلون جماعات، من مكتب مسؤول إلى آخر، ويصرخون في وسائل الإعلام، بأنهم ما عادوا يحتملون هذا التلاعب بأعصابهم من خلال عدم الاستقرار الذي تشهده الليرة.. بالاضافة إلى عمليات التضييق البوليسية التي يمارسها النظام عليهم، من أجل دفعهم، إما للهجرة بثيابهم، أو لإخراج ما في جيوبهم لدعمه..
وتجار دمشق تحديداً، ما اعتادوا هذا الإذلال الذي يتعرضون له اليوم.. كان أحدهم يتحدث عن ضربه لأبواب المسؤولين وأجهزة المخابرات، بقدميه، دلالة السطوة التي كانوا يتمتعون بها.. ومع بداية الثورة أعلنوا أنهم ينتمون للفئة التي ترضى بأن يصبح زوج الأم "عم".. أو جماعة "ما دخلنا".. ظناً منهم أن ذلك يبقيهم على قيد التجارة والأرباح.. لكن ما حدث فيما بعد أن "عمهم" طلق أمهم، وما عاد تعنيه علاقة القرابة هذه..
تقول أوساط اقتصادية مطلعة، أنه منذ الشهر الثامن من العام الماضي وحتى اليوم والتي تضاعف فيها سعر صرف الدولار أمام الليرة، فإن أفضل التجار حالاً، فقد نصف ثروته.. أما النصف الباقي فهو مهدد بالخطر جراء عمليات السطو المكشوف التي تمارسها أجهزة جمارك النظام ودوريات تموينه، بالإضافة إلى حجز البضائع التي يستوردونها في مرافئ اللاذقية وطرطوس لعدة أشهر تحت ذرائع مختلفة.. الأمر الذي تسبب لهم بخسائر فادحة بسبب التغيرات التي يتعرض لها سعر الصرف خلال فترة وجود البضائع على حالها في المرفأ.. وهو تصرف خص به النظام تجار دمشق وحلب تحديداً..
ما يطالب به تجار دمشق اليوم، هو التعهد بالإبقاء على سعر صرف دولار المستوردات على حاله دون تغيير من المصرف المركزي لمدة ثلاثة أشهر فقط .. وهي فترة يعتقدون أنهم يستطيعون من خلالها إتمام عملية الاستيراد والدخول إلى الأسواق.. لكن لم يخطر على بالهم سؤال: ماذا لو أبقى النظام بضائعهم على الحدود أو في المرافئ لمدة أربعة أشهر..؟!، هل مازالوا يتوسمون خيراً به.. أم أنهم يتوقعون هذا الأمر ويترقبونه، لهذا سمحوا لوسائل الإعلام أن تستخدم مصطلح "هموم التجار"..؟!
لو كنت مكانهم وفي وضعهم، لأصبحت شيخ "المهمومين".. فما أصعب أن ينقلب زوج الأم ذاته، إلى شاذ جنسياً..!!
التعليق