ألاعيب "المركزي".. وسيرة المرحوم عدنان بوظو
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 17 أيار 2016 --
- 0 تعليقات
منذ البارحة وحتى اليوم تتداول وسائل إعلام النظام والمتعاطفة معه، خبراً عن إلزام المصرف المركزي كل شركة صرافة بشراء شريحة من مليون دولار وكذلك إلزام مكاتب الصرافة بشراء شريحة من 100 ألف دولار لبيعها في الأسواق، وكل من يرفض الشراء فإنه يعرض شركته أو مكتبه للإغلاق والمساءلة..!!
في الحقيقة، من عمل على صياغة هذا الخبر، يريد أن يقول بأن المركزي لديه الكثير من الأموال بالدولار ويريد بيعها للشركات بسعر مدعوم، لكنها هي التي ترفض، وها هو يجبرها على الشراء تحت طائلة التهديد..
أما على أرض الواقع فإن شركات الصرافة والمكاتب هي كالأفواه الجائعة التي تنتظر هكذا خطوة منذ فترة طويلة.. وهي من كانت تشكو خلال الفترة الماضية من توقف المصرف المركزي عن الضخ فيها..
قلنا سابقاً، إن المركزي يستطيع أن يستخدم هذه الألاعيب ويخفض الدولار لفترة محدودة، لكنه غير قادر على الاستمرار بهذه السياسة، لأن ذلك يتطلب منه أن يكون بجعبته الكثير من هذه الألاعيب.. وقد سبق وجرب الكثير منها، وكانت تنكشف بسرعة وتؤدي لاحقاً إلى نتائج عكسية..
لقد تعرفنا سابقاً على لعبة التدخل عبر عدة أسعار وعلى مدى عدة أسابيع، قبل نحو ستة أشهر عندما ارتفع الدولار إلى 500 ليرة.. ويومها انخفض الدولار قليلاً، ولكن بنهاية الفترة الزمنية التي حددها المركزي للتدخل، عادت الأسعار للارتفاع من جديد..
كل من يراقب المشهد النقدي اليوم في سوريا، يتأكد له أن المصرف المركزي في مأزق حقيقي.. فهو ترك وحيداً يتعارك مع الدولار، بوجود عدد كبير من المتفرجين والشامتين.. وعلى طريقة المرحوم عدنان بوظو، المعلق الرياضي الشهير، عندما كان يخسر المنتخب الوطني ينهال بالشتم على المدرب ويحمله المسؤولية ويذكره بأن راتبه أعلى من راتب رئيس دولته ويطالب بتغييره فوراً، أما عندما كان يربح المنتخب، فإنه يرفع المدرب إلى مرتبة القديسين.. مع أن المنتخب الوطني كان يخسر بجدارة ويربح بالحظ.. وهذا ما يحصل بالضبط مع المصرف المركزي ومع حاكمه أديب ميالة..
التعليق